كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 7)
يَرْزَآنِي وَلَمْ يَسْأَلَانِي، إِلَّا أَنْ قَالَ: أَخْفِ عَنَّا، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ أَمْنٍ، فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ فَكَتَبَ فِي رُقْعَةٍ مِنْ أَدِيمٍ، ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم إِلى الْمَدِينَةِ» (¬١).
من الدروس والعبر:
أولًا: إن الهجرة زمنًا ومكانًا وحيٌ من الله سبحانه وتعالى لنبيِّه صلى اللهُ عليه وسلم، فقد روى البخاري في صحيحه مِن حَدِيثِ عَائِشَةَ رضي اللهُ عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: «إِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي بالْخُرُوجِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: الصَّحَابَةُ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ » (¬٢).
وروى البخاري في صحيحه مِن حَدِيثِ أَبِي مُوسَى رضي اللهُ عنه: عَنِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: «رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ، فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ» (¬٣).
ثانيًا: التنظيم والتخطيط الدقيق للهجرة حتى نجحت رغم ما كان يكتنفها من صعاب وعقبات.
ثالثًا: حفظ الله لنبيه من أول بعثته إلى أن وصل إلى المدينة، قَالَ تَعَالَى: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: ٦٧]، وحكى الله تعالى قول نبيه لصاحبه: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا} [التوبة: ٤٠].
وفي الصحيحين مِن حَدِيثِ أَبِي بَكرٍ رضي اللهُ عنه قَالَ: «كُنْتُ مَعَ
---------------
(¬١) «صحيح البخاري» (برقم ٣٩٠٥ - ٣٩٠٦).
(¬٢) «صحيح البخاري» (برقم ٣٩٠٥).
(¬٣) «صحيح البخاري» (برقم ٣٦٢٢).
الصفحة 476