كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 6)

وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (١٢٣)} [النساء: ١٢٣].
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث زهير قال: أُخبرت أن أبا بكر رضي اللهُ عنه قال: يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (١٢٣)} [النساء: ١٢٣] فكل سُوءٍ عملنا جُزِيْنَا به؟ فقال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم: «غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَبَا بَكرٍ، أَلَستَ تَمرَضُ؟ أَلَستَ تَنصَبُ؟ أَلَستَ تَحزَنُ؟ أَلَستَ تُصِيبُكَ اللَّاوَاءُ (¬١)؟ » قَالَ: بَلَى، قَالَ: «فَهُوَ مَا تُجزَونَ بِهِ» (¬٢).
وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير (٣٠)} [الشورى: ٣٠].
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ، وَلَا حُزْنٍ، وَلَا أَذًى، وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» (¬٣).
وروى الترمذي في سننه من حديث أنس رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (¬٤).
قال بعض السلف: لولا المصائب لوردنا يوم القيامة مفاليس،
---------------
(¬١) اللَّأواء: الشدة وضيق المعيشة.
(¬٢) (١/ ٢٣٠) برقم ٦٨ وقال محققوه حديث صحيح بطرقه وشواهده.
(¬٣) برقم ٥٦٤٢ وصحيح مسلم برقم ٢٥٧٣.
(¬٤) برقم ٢٣٩٦ وقال الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي (٢/ ٢٨٥) برقم ١٩٥٣ حديث حسن صحيح.

الصفحة 62