كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 7)

الاختلاط بين الرجال، والنساء، ومنع خلوة المرأة بالرجل الذي لا تحل له، ومنع سفر المرأة بدون محرم، لما يترتب على هذه الأمور من المحاذير التي لا تُحمد عقباها.
ولقد منع الإسلام من الاختلاط بين الرجال والنساء حتى في مواطن العبادة، فجعل موقف النساء في الصلاة خلف الرجال، ورغَّب في صلاة المرأة في بيتها، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم: «لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ، وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ» (¬١) كل ذلك من أجل المحافظة على كرامة المرأة، وإبعادها عن أسباب الفتنة.
فالواجب على المسلمين أن يحافظوا على كرامة نسائهم، وأن لا يلتفتوا إلى تلك الدعايات المضللة، وأن يعتبروا بما وصلت إليه المرأة في المجتمعات التي قبلت مثل تلك الدعايات، وانخدعت بها من عواقب وخيمة، فالسعيد من وُعظ بغيره.
كما يجب على ولاة الأمور في هذه البلاد أن يأخذوا على أيدي هؤلاء السفهاء، وأن يمنعوهم من نشر أفكارهم السيئة، حماية للمجتمع من آثارها السيئة، وعواقبها الوخيمة، فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ» (¬٢)، وَقَالَ صلى اللهُ عليه وسلم: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيرًا» (¬٣)، ومن الخير لهن المحافظة
---------------
(¬١) «مسند الإمام أحمد» (٨/ ٢٨١) (برقم ٤٦٥٥)، وقال محققوه: إسناده صحيح. ورواه في موضع آخر (٩/ ٣٤٠) (برقم ٥٤٧١).
(¬٢) سبق تخريجه.
(¬٣) «صحيح البخاري» (برقم ٥١٨٦)، و «صحيح مسلم» (برقم ١٤٦٨).

الصفحة 754