كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 7)

قَالَ: خَدَمْتُ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي: أُفٍّ قَطُّ، وَمَا قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ: لِمَ صَنَعْتَهُ، وَلَا لِشَيْءٍ تَرَكْتُهُ: لِمَ تَرَكْتَهُ؟ (¬١).
وَكَانَ يُوَقِّرُ الكِبَارَ، وَيَرحَمُ الصِّغَارَ.
روى مسلم في صحيحه مِن حَدِيثِ أَنَسٍ رضي اللهُ عنه قَالَ: مَا رَأَيتُ أَحَدًا كَانَ أَرحَمَ بِالعِيَالِ مِن رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم (¬٢).
وَكَانَ مُتَوَاضِعًا لِعِبَادِ اللهِ، فَكَانَ إِذَا صَافَحَهُ الرَّجُلُ لَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ يَنْزِعُ يَدَهُ (¬٣).
وَكَانَتِ الأَمَةُ مِن إِمَاءِ المَدِينَةِ لَتَأخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم فَتَنطَلِقُ بِهِ حَيثُ شَاءَتْ (¬٤).
قال ابن حجر: المقصود من الأخذ باليد لازمة وهو الرفق والانقياد، وهذا دال على مزيد تواضعه وبراءته من جميع أنواع الكبر صلى اللهُ عليه وسلم (¬٥).
وَكَانَ صلى اللهُ عليه وسلم أَجوَدَ النَّاسِ، جَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعطَاهُ غَنَمًا بَينَ جَبَلَينِ، فَرَجَعَ إِلَى قَومِهِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا قَومِ أَسلِمُوا، فَوَاللهِ إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعطِي
---------------
(¬١) «سنن الترمذي» (برقم ٢٠١٥)، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأصله في الصحيحين.
(¬٢) «صحيح مسلم» (برقم ٢٣١٦).
(¬٣) جزء من حديث في «سنن الترمذي» (برقم ٢٤٩٠). وقال الألباني: ضعيف، إلا جملة المصافحة فهي ثابتة (ص: ٤٠٦).
(¬٤) «صحيح البخاري» (برقم ٦٠٧٢).
(¬٥) «فتح الباري» (١٠/ ٤٩٠).

الصفحة 770