كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 7)

عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقرَ (¬١).
وَمَا سُئِلَ عَن شَيءٍ صلى اللهُ عليه وسلم مِن أَمرِ الدُّنيَا فَرَدَّ طَالِبَهُ (¬٢)، وَكَانَ عليه السلام أَزهَدَ النَّاسِ فِي الدُّنيَا، فَقَد خُيِّرَ بَينَ أَن يَعِيشَ فِي الدُّنيَا مَا شَاءَ اللهُ، وَبَينَ لِقَاءِ رَبِّهِ فَاخْتَارَ لِقَاءَ رَبِّهِ (¬٣)، وَكَانَ يَمُرُّ الهِلَالُ تِلْوَ الهِلَالِ، وَمَا يُوقَدُ فِي بَيتِهِ نَارٌ (¬٤).
وَيَبِيتُ اللَّيَالِيَ طَاوِيًا وَأَهلُهُ لَا يَجِدُونَ عَشَاءً (¬٥)، وَكَانَ يَقُولُ: «مَا لِي وَلِلدُّنيَا؟ ! مَا أَنَا إِلَّا كَرَاكِبٍ استَظَلَّ تَحتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ تَرَكَهَا وَرَاحَ» (¬٦). قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: لَقَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّكُمْ يَلتَوِي مِنَ الجُوعِ مَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ (¬٧) مَا يَمْلُأَ بَطْنَهُ (¬٨). وَمَاتَ وَلَم يُخَلِّفْ دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا شَاةً، وَلَا بَعِيرًا، إِلَّا سِلَاحَهُ، وَبَغْلَتَهُ، وَأَرْضًا جَعَلَهَا لِابنِ السَّبِيلِ صَدَقَةً (¬٩).
وَمَاتَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِندَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ (¬١٠).
---------------
(¬١) «صحيح مسلم» (برقم ٢٣١٢).
(¬٢) «صحيح البخاري» (برقم ٦٠٣٤)، و «صحيح مسلم» (برقم ٢٣١١).
(¬٣) «مسند الإمام أحمد» (٢٥/ ٣٧٦) (برقم ١٥٩٩٧)، وقال محققوه: إسناده ضعيف؛ لكن الحديث صحيح في استغفاره لأهل البقيع، واختياره لقاء ربه.
(¬٤) «صحيح البخاري» (برقم ٦٤٥٩)، و «صحيح مسلم» (برقم ٢٩٧٢).
(¬٥) «سنن الترمذي» (برقم ٢٣٦٠)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(¬٦) «سنن ابن ماجه» (برقم ٤١٠٩)، وصححه الألباني في «صحيح سنن ابن ماجه» (٢/ ٣٩٤) (برقم ٣٣١٧).
(¬٧) التمر الرديء.
(¬٨) «صحيح مسلم» (برقم ٢٩٧٨).
(¬٩) «صحيح البخاري» (برقم ٤٤٦١).
(¬١٠) «صحيح البخاري» (برقم ٤٤٦٧)، و «صحيح مسلم» (برقم ١٦٠٣).

الصفحة 771