كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 6)

مِن (أَهلِ) النَّارِ فَتَنَفَّسَ فَأَصَابَ نَفَسُهُ، لَاحتَرَقَ المَسجِدُ وَمَن فِيهِ» (¬١).
وَ «أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا مَنْ يَلْبَسُ نَعْلَينِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ».
روى مسلم في صحيحه من حديث العباس رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ وَهُوَ مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ» (¬٢). وطعام أهل النار الضريع، قال تعالى: {لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَاّ مِن ضَرِيع (٦)} [الغاشية: ٦]. والضريع شجر ذو شوك عظيم قد بلغ غاية الحرارة والمرارة وقبح الرائحة، وكذلك الزَّقُّوم، قال تعالى: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّوم (٤٣) طَعَامُ الأَثِيم (٤٤) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُون (٤٥) كَغَلْيِ الْحَمِيم (٤٦)} [الدخان: ٤٣ - ٤٦]. والزقوم: شجرة خبيثة المنظر، كريهة الرائحة، مرة الطعم.
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث مجاهد: أَن الناسَ كانوا يطوفونَ وابنُ عباس جالس معه محجن، فقال: قال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَاّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون (١٠٢)}، وَلَو أَنَّ قَطرَةً مِنَ الزَّقُومِ قَطَرَت لَأَمَرَّت عَلَى أَهلِ الأَرضِ عَيشَهُم، فَكَيفَ مَن لَيسَ لَهُم طَعَامٌ إِلَّا الزَّقُومُ؟ ! » (¬٣).
وكذلك طعامهم الغسلين: وهو صديد أهل النار، والقيح، والدم، والعرق.
---------------
(¬١) (البزار) البحر الزخّار برقم ٩٦٢٣، وأبو يعلى برقم ٦٦٧٠ واللفظ له، وصححه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم ٢٥٠٩.
(¬٢) برقم ٣٨٨٣ وصحيح مسلم برقم ٢٠٩.
(¬٣) (٤/ ٤٦٧) برقم ٢٧٣٥، وقال محققوه إسناده صحيح على شرط الشيخين.

الصفحة 89