كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 10 """"""
طبعه حاد لطيف غواص ، جيد لوجع الفؤادة مقو للقلب ، قاطع للدم إذا ضمد به الجرح ، ويدخل في أكحال العين وفي كثير من المعاجين الكبار ، وإذا جعل بدلاً من الجندبيرستر فإنه أقرب الأشياء إليه في طبعه وفعله ، وقال محمد بن أحمد : فأما المسك المنسوب إلى دارين ، فهو من نوع المسك الهندي ، تجلبه التجار إلى دارين : جزيرى بالبحرين ترفأ إليها سفن تجار الهند ، ويحمل منها إلى المواضع ، وليست دارين بمعدن للمسك .
الباب الثاني من القسم الخامس من الفن الرابع في العنبر وأنواعه ومعادنه
قال محمد بن أحمد التميمي : حدثني أبي عن أبيه عن أحمد بن أبي يعقوب أنه قال : العنبر أنواع كثيرة ، واصناف مختلفة ، ومعادنه متباينة ، وهو يتفاضل بمعادنه وبجوهره ، فأجواد أنواعه وأرفعه وأفضله وأحسنه لونا وأصفاه جوهرا وأعلاه قيمة ، العنبر الشحري ، وهو ماقذفه بحر الهند إلى ساحل الشحر من أرض اليمن ، وزعموا أنه يخرج من البحر في خلقة البعير أو الصحرة الكبيرة . قال التميمي : والأصل الصحيح فيه أنه ينبع من صخور في قرار الأرض ومن عيون ، ويجتمع في قرار البحر ، فإذا تكاث وثقل جذبته طبيعة الدهانة ، التي فيه ، واضطرته إلى الانقطاع من المواضع التي يتعلق بها عند خروجه من الأرض ، وطلعت إلى وجه الماء ، فطفا

الصفحة 10