كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 11 """"""
على وجه الماء وهو جار ذائب ؛ ومنه . ما تقطعه الأمواج فتخرجه إلى السواحل قطعا كباراً وصغاراً . قال : وحدثني أبي عن أبيه عن أحمد بن أبي يعقوب قال : تقطعه الريح وشدة الموج فترمي به إلى السواحل وهو يفوره لايدنو منه شيء لشدة حره وفورانه فإذا أقام أياما وضربه الهواء جمد ، فيجمعه الناس من السواحل المتصلة بمعادنه ، قال : وربما أتت السمكة العظيمة التي يقال لها : . " البال " فابتلعت من ذلك العنبر الصافي وهو يفور ، فلايستقر في جوفها حتى تموت وتطفو ، ويطرحها البحر إلى الساحل ، فيشق جوفها ، ويستخرج مافيه من العنبر ، وهو العنبر السمكي ويسمى أيضا : المبلوع ، قال : وربما طرح البحر قطعة العنبر فيبصرها طير أسود شبيه بالخطاف ، فيأتي اليها ويرفرف بجناحيه ، فإذا دنا منها وسقط عليها تعلقت مخاليبه ومنقاره فيها فيموت ويبلى ، ويبقى منقاره ومخاليبه في العنبر ، وهو العنبر المناقيري . قال التميمي : وزعم الحسين بن يزيد السيرافي أن الذي يقع من العنبر إلى سواحل الشحر شيء تقذفه الأمواج إليها من بحر الهند ، وأن أجوده وأفضله مايقع إلى بحر البربر وحدود بلاد الزنج وما والاها ، وهو الأبيض المدور ، والأزرق النادر . قال : ولأهل هذه النواحي نجبٌ يركبونها مؤدبة يركبون عليها في ليالي القمر على سواحلهم ، وهذه النجب تعرف العنبر ، وربما نام الراكب عليها أو غفل ، فإذا رأى النجيب العنبر على الساحل برك بصاحبه ، فينزل ويأخذه . قال : ومنه مايوجد فوق البحر طافيا في عظم الثور ، قال : وبعد العنبر الشحري العنبر الزنجي ، وهو الذي يؤتى به من بلاد الزنج إلى عدن ، وهو عنبر أبيض ، وبعده العنبر الشلاهطين وهو

الصفحة 11