كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 12 """"""
يتفاضلن وأجود الشلاهطى الازرق الدسم الكثير الدهن ، وهو الذي يستعمل في الغوالي ، وبعد الشلاهطي العنبر القاقلين وهو أشهب جيد الريح ، حسن المنظر ، خفيف ، وفيه يبس يسير ، وهو دون الشلاهطي لايصلح للغوالي ولا للتغليى والتطهير إلا عن ضرورة ، وهو صالح للذرائر والمكلسات ، ويؤتى بهذا العنبر من بحر قاقلة إلى عدن ، وبعد القاقلي العنبر الهندي ، يؤتى به من سواحل الهند الداخلة ، فيحمل إلى البصرة وغيرها ، وبعد الزنجي ، يؤتى به من ساحل الزنج ، وهو شبيه بالهندي ويقاربه ، هكذا ذكر التميمي في " جيب العروس " ، فإنه يجعل الزنجي بعد الشحري وذكر الزنجي أيضا بعد الهندي ، قال : وعنبر يؤتى به من الهند يسمى الكرك بالوس وينسب إلى قوم من الهند يجلبونه ، يعرفون بالكرك بالوس ، يأتون به إلى قرب عمان ، يشتريه منهم أصحاب المراكب ، قال : وأما العنبر المغربي ، فإنه دون هذه الأنواع كلها ، يؤتى به من بحر الاندلس ، فتحمله التجار إلى مصر ، وهو شبيه في لونه بالعنبر الشحري ، وقد يغالط به فيه ، قال التميمي : وأفضل العنبر وأجوده ماجمع قوى رائحة وذكاء بغير زعارة . وقال أحمد بن أبي يعقوب : قال لي جماعة من أهل العلم بالعنبر : إنه بجبال ثابتة في قرار البحر ، مختلفة الألوان ، تقتلعه الرياح وشدة اضطراب البحر في الاشتية الشديدة ، فلذلك لايكاد يخرج في الصيف . قال : وألوان العنبر مختلفة ، منها الابيض ، وهو الأشهب ، ومنها الأزرق ،

الصفحة 12