كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 13 """"""
والرمادي ، والجراري ، وهو الأبراش ؛ والصفائح ، وهو الأصفر والأحمر ، وهما أدنى العنبر قدرا ؛ " والله أعلم " . ومن العنبر صنف يسمى المند ، ويوجد على سواحل من البحر ، قال التميمي : أخبرني جماعة من أهل المعرفة بالعطر وأصنافه وأنسابه أن دابة تخرج من البحر فترمى به من دبرها ، وأن تلك الدابة في صورة البقر الوحشي ، فيؤخذ وهو لين يمتد ، فما كان منه عذب الرائحة حسن الجوهر ، فهو أفضله وأجوده . والمند أصنافه ، أجودها الشحرى وهو أسود ، فيه صفرة تخضب اليد إذا لمس ؛ ورائحتة كرائحة العنبر اليابس ، إلا أنه لا بقاء له على النار ؛ ويستعمل في الغوالي إذا عز العنبر الشلاهطي ؛ ومن المند الزنجي ، وهو نظير الشحري في المنظر ، ودونه في الرائحة ؛ وهو أسود بغير صفرة ؛ ومنه الخمري ، وهو يخضب اليد وأصول الشعر خضابا جيدا ، ولا ينفع في الطيب ؛ ومنه السمكي ، وهو المبلوغ كما قدمنا ذكره وهو في لونه شبيه بالقارة وهو ردئ في الطيب ، للسهوكة التي يكتسبها من السمك . وقال التميمي : طبع العنبر حار ، وفيه شئ من يبس ؛ وهو مقو للقلب ، مذك للحواس محلل للرطوبات ، نافع للشيوخ ؛ وقد تضمد به المفاصل النصب اليها الرطوبات فتنتفع به نفعا جيدا ، ويقويها ؛ ويستعمل في الجوارشنات وكبار المعاجين وفي المعاجين القوية للمعدة والقلب ؛ ويسعط به فيحلل علل الدماغ . قال : وفد تصطنع منه شمامات فيشمها من بهم اللقوة و الفالج ، فينتفعون بروائحها .

الصفحة 13