كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 14 """"""
الباب الثالث من القسم الخامس من الفن الرابع في العود وأنواعه ومعادنه وأصنافه
قال محمد بن أحمد التميمي : أخبرني أبي عن أبيه من جماعة من أهل العلم والمعرفة بالعود أنه شجر عظام بمواضع من أرض الهند ؛ وهي معادن له ، وأن منه ما يجلب من أرض قشمير الداخلة ، ومن أرض سرنديب ومن قمار وما اتصل بتلك النواحي ؛ وذكرواأنه لا تصير له رائحة إلا بعد أن يعتق وينجر ويقشر ، فإذا نفى عنه قشره وجفف حمل إلى كل ناحية . قال وأخبرني بعض العلماء به أنه يكون من قلب الشجر ، وأنه ليس كل ما في الشجرة عودا ، وأنه بمنزلة قلب شجرة الآبنوس والعناب والزيتون والأنواع التي داخلها من جوهر الخشب فيه دهانة ، وما في خارجها خشب أبيض لا دهانة فيه ، وربما كان فية كمثل الطرائق والشامات في الشجرة فيقطع ، ويقشر البياض منه ، ويدفن في التراب ، فيقيم سنين حتى يأكل التراب ما عليه وما في داخله من الخشب ، ويبقى العود ، ولا يعمل التراب فيه . وإلى نحو هذا القول ذهب محمد بن العباس . وقال محمد بن العباس أيضاً : وأخبرهي جماعة من أهل الأبلة أن العود المعروف بالهندي يكون في أودية بين جبال شواهق متوعرة ، لا وصول لأحد اليها لصعوبة المسلك ، وأن العود يكون في

الصفحة 14