كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 16 """"""
وقيل : بل هو منسوب إلى نوع من شجر العود يسمى القامرون وهو أغلى الغود ثمناً ، وأرفعه قدراً ، قال : وهو قليل لا يكاد أن يجلب إلا في بعض الحين ؛ وهو عود رطب جداً ، شديد سواد اللون ، رزين ، كثير الماء . وقال الحسين بن يزيد السيرافي في " أخبار الهند " : إن الصنم المعروف بالمولتان - وهو بقرب المنصورة - يقصده الرجل من مسيرة ثلاثة أشهر يحمل على ظهره أفخر العود الهندي والقامروني . قال : وقامرون : بلد يكون فيه فاخر العود ، ويتجشم الهندي المشقة في حمله حتى يأتى به إلى هذا الصنم فيدفعه إلى السدنة ليبخروا به الصنم ، وإ ن هذا العود القامروني فيه ما قيمة المن منه مائتا ويثار ؛ وإنه ربما ختم عليه فانطبع وقبل الختم للينه . قال : والتجار يبتاعونه من هؤلاء السدنة ؛ ولما غلب المسلمون على المولتان قلعوا هذا الصنم وكسروه ، فأصابوا تحته من هذا العود ، فأخذوه . والصنف الثاني من الهندي ، السمندوري ، ويجلب من بلاد سمندور ، وهي بلد سفالة الهند ؛ والسمندوري يتفاضل ، فأجوده الأزرق ، الكثير الماء ، الصلب الرزين ، الذي يصبرعلى النار ؛ ومن الناس من يفضل الأسود على الأزرق ، ومنهم من يفضل الأزرق على الأسود ؛ وتكون القطعة الضخمة منه منا واحدا ، ويسمى لطيت رائحته ريحان العود ؛ وأفضل العود بعد السمندوري " العود " القماري ويؤتى به من قمار ، وهي أرض سفالة الهند ؛ وهو أيضاً يتفاضل ؛ وأجوده الأسود والأزرق ، الكثير

الصفحة 16