كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 18 """"""
ولم تكره تلك المرارة والزعارة التي في رائحته ، لأنها تقتل القمل ، وتمنع من تكونه في الثياب ؛ وله عبق بالثياب وبقاء فيها . قال : فلما اختارت الخلفاء والملوك العود الهندي وآثرت البخور به ، سقط قدر ما عداه من أصناف العود وغر العود الهندي قال محمد بن أحمد وبعد العود القماري في الفضل والجودة العود القاقلي ، ويجلب من جزائر في بحر قاقلة ، وهو عود دسم له بقاء في الثياب ، وفي ريحانية خمرة ؛ وهو حسن اللون شديد الصلابة ، إلا أن قتادة ربما تتغير على النار فينبغي أنك إذا ستعمل وبخربة لا يستقصى إلا أن تنتهي النار إلى القتار . قال ابن أبي يعقوب : وبعد العود القاقلي العود الصنفي ، ويجلب من بلد يقال له الصنف بناحية الصين ؛ وبين الصنف والصين جبل لا يسلك ، وهو أجل الأعواد وأبقاها في الثياب ؛ ومنهم من يفضله على القاقلي ، ويرى أنه أطيب وأعبق وآمن من القتار ؛ ومنهم أيضاً من قدمه على القماري . قالوا : وأجود الصنفي الأسود ، الكثير الماءٍ ، ويكون في القطعة منه المن والأكثر والأقل . قالوا وشجر العود الصنفي أعظم من شجر الهندي والقماري . وبعد الصنفي العود الصندفوري . ويجلب من بلد الصندفور . ويقال : إنه صنف من الصنفي ، إلا أنه ليس بالقطع الكبار ؛ وهو حلو الرائحة حسن اللون ، رزين صلب ، لاحق بقيمة الجيد من الصنفي . وبعد الصندفوري العود الصيني ، وهو عود حسن اللون ، أول رائحته يشا كل رائحة الهندي ، إلا أن قتاره غير محمود ، وأفضله نوع منه يسمى القطعي ، وهو رطب حلو ، طيب الرائحة ؛ ويؤتى به من الصين ؛ وتكون القطعة منه نصف رطل وأكثر وأقل . قال أحمد بن أبي يعقوب :

الصفحة 18