كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 24 """"""
الباب الخامس من القسم الخامس من الفن الرابع في السنبل الهندي وأصنافه والقرنفل وجوهره
فأما السنبل الهندي - فقد قال أحمد بن أبي يعقوب : السنبل أصناف ، وأجوده العصافير الحمر الألوان ، المسلل ، والمسلل هو الذي قد نقى من زغبه ومسح منه ، وبقى عصافير مجردة ، وإذا أمسكه الإنسان بكفه ساعة ثم اشتمه كانت رائحته التفاح أو نحوها ؛ ثم الذي يليه ، وهو نوع من العصافير أصفر كثير البياض والشمط ، طيب الرائحة ، قريب من الأول ، ثم أدناه ، وهو دقاق من السنبل وجلال ، ليس مما يدخل في جيد العطر . وأما أصله - فهو حشيشة تنبت بأرض الهند ، وببلد التبت أيضاً . وقيل : إنها تنبت في أودية بالهند كما ينبت الزرع ، ثم تجف فيأي قوم فيحصدونه ويجمعونه ، وقيل : إن الأودية التي ينبت فيها هذا السنبل كثيرة الأفاعي وليس يأتيها أحد إلا وفي رجله خف طويل غليظ منعل بالخشب أو الحديد .
قالوا : وتلك الأفاعي ذوات قرون فيها السم القاتل الذي يقال له : " البيش " ؛ فيقال : إنه من قرون الأفاعي . وقال قوم من أهل العلم : إنه نبات ينبت بتلك الأودية ؛ وهو ضربان : ضرب خلنجي ، يضرب في لونه إلى الصفرة ، وهو أفضله ؛ وضرب آ خر يضرب إلى السواد ، وهم يعرفونه فيتوقونه ؛ وربما جهله بعضهم فمات عند مسه ، سيما إن كانت يده قد عرقت ، أو هي رطبة . وقد كان بعض الخلفاء يأمر بأن يوكل بالمراكب التي من بلد الهند

الصفحة 24