كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 26 """"""
شيء من قلوب النعناع وأعطى الوصب نفعه ؛ وقطع عنه الغثيان والقيء ؛ وهو يطيب النكهة ؛ والذكر منه - وهو الزهر - أقوى من فعل الأنثى . قال : وقد يصعد منه ماء يفوق في الطيب ماء الورد ، ويدخل في كثير من مكلسات الطيب والذرائر ، وفي كثير من المعاجين الكبار والأدوية ، وفي عامة طيب النساء ، وفي اللخالخ والمخمرات كلها . وقال مجمد بن العباس المسكي : رأيت قوما ببغداد يدورون على الصيارفة يشترون منهم الدنانير المروانية التي أمر بضربها عبد الملك بن مروان ، وعلى سكتها : " الله أحد " ؛ فسألتهم عن ذلك ، فذكروا أنها تحمل في البحر في أكياس قد كتب على كل كيس منها اسم صاحبه ووزنه ، فإذا صاروا بالقرب من جزيرة عظيمة بناحية سفالة الهند وضعوا الأناجر ، وشدوا المراكب ناحية ، وركبوا قوارب ومعهم تلك الأكياس وأنطاع قد كتب على كل نطع منها اسم صاحبه أيضاً ؛ فيخرجون إلى موضع من تلك الجزيرة ، فيبسط كل واحد منهم نطعه ، ويحمل كيسه فوق النطع مغطى ببعض النطع ، حتى اذا فعل ذلك جماعتهم ، وعادوا إلى القوارب ، ورجعوا إلى المراكب آ خر النهار ، باتوا ليلتهم تلك في مراكبهم ، ثم غدوا في القوارب إلى الجزيرة ، فيجدون فوق كل نطع من أنطاعهم من القرنفل بحسب ماله من المال ، ولا يجدون الأكياس ؛ فإن رضى القوم بما وجدوا من القرنفل على أنطاعهم أخذوه ، ومن لم يرض منهم تركه وعاد إلى مركبه ، ثم يعود في اليوم الثاني فيجد كيسه بحاله ،

الصفحة 26