كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)
"""""" صفحة رقم 27 """"""
ولا يرى للقرنفل أثراً ، ولا تقع عين أحد من التجار على أحد ممن هو في تلك الجزيرة ، ولا يقفون على موضع القرنفل ولا على شجره . وهذه الحكاية شبيهة بما ذكرناه في أمر العود . قال التميمي : وقد كان وقع إلى ذكر هذا بعينه ؛ وزعم الذي أخبرني : أنهم قديماً كانوايجدون أكياسهم مع القرنفل على الأنطاع بحالها ، فكان الرجل إن اختار القرنفل حمله وترك الكيس ، وإن اختار المال أخذه وترك القرنفل ، إلى أن غدر التجار بهم في بعض السنين ، فحملوا المال والقرنفل ، وانقطع جلب القرنفل سنين كثيرة ، وغلا حتى لم يقدر عليه ، ثم عادوا ولزموا العدل مع أهل الجزيرة ، فصاروا عند ذلك لا يجدون فوق الأنطاع غير القرنفل فإن رضوا به حملوه ، وإن سخطوا تركوه ليلتهم ، ثم عادوا في اليوم الثاني فوجدوا أموالهم . وهذه الحكاية نحو ما قدمناه في العود .
الباب السادس من القسم الخامس من الفن الرابع في القسط وأصنافه
ويقال فيه : الكست بالكاف والتاء ، بدل القاف والطاء ؛ وقد تكررت الأحاديث الصحيحة النبوية - على قائلها أفضل الصلاة والسلام - بمنافعه وما فيه من الأشفية ؛ فمنها ما رواه البخاري بسنده عن أم قيس بنت محصن أخت عكاشة ، - وكانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) - أنها قالت : أتيت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بابن لي قد علقت عليه من العذرة فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " اتقوا الله ، على