كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)
"""""" صفحة رقم 35 """"""
في عباسية صيني أو في برام ، ويلقي المسحوق عليه بعد أن ينزل عن النار ، ويعجن به عجناً جيداً ثم يمد على الرخامة ، ويقطع شوابير ، ويصف على منخل حتى يجف ويرفع ، قال : وأما الند الذي أجمع الناس عليه ، فهو أن يؤخد من العود الجيد خمسون مثقالاً ، ومثله من المسك التبتي ، ويحل لذلك من العنبر الهندن أو الشحري مائة مثقال وثلاثة مثاقيل ، ويعجن بالمسك ، ويمد شوابير ، ويجفف ، ويرفع .
صنعة ند أخر
قال التميمي ، تركيبه لأبي سعيد يانس الفارسي ، فجاء غاية في الجودة ؛ يؤحذ من العود الهندي القامروني أو العود القماري عشرة مثاقيل ، ومن المسك التبتي المنقى من أكراشه وشعره عشرون مثقالا ، يسحق كل واحد منهمابمفرده ، وينخل بحريرة صينية ثم يجمعان على الصلاية ، ويضاف إليهما من الكافور الفنصوري مثقال واحد ، ويحل لذلك من العنبر الشحري الأزرق ثلاثون مثفالا في تور حجر أو في عباسية صيني حلا لطيفاً بنار لينة ، بعد أن يقرض العنبر ليسرع انحلاله ، وسبيل التور أن يحمل على النار قبل أن يلقى فيه العنبر ، ليقل مكث العنبر على النار ، فإذا إنحل العنبر أنزل عن النار وألقي فيه المسك والعود والكافور بعد إنعام سحقها ، ويضرب ذلك مع العنبر في التور بملعقة من فضة أو حديد ضرباً جيداً حتى يصير جميعه جزءاً واحداً ؛ ثم تبل سكين ويمسح بها ما تعلق على الملعقة ، ويوضع على قطعة من الرخام ملساء قد مسح وجهها بالماء ، وتبل اليد ، ويؤخذ بها من المعجون ، ويفتل على الرخامة فتلا متساوياً ويقطع شوابير بسكين مبلولة بالماء ، على ما يراه من المقادير ؛ وإن خشيت أن يبرد المعجون فيجمد ، جعلت التور الذي فيه المعجون على رماد حار .