كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)
"""""" صفحة رقم 37 """"""
صفة الند الذي كانت أم الخليفة المقتدر بالله تصنعه وتبخر به الكعبة وصخرة بيت المقدس في كل جمعة
يؤخذ من المسك التبتي المنقى من الأكراش مائة مثقال ، يسحق ، وينخل ويحل له من العنبر الشحري ، وينزل عن النار ، فإذا فتر ألقى عليه المسك بمفرده من غير عود ولاغيره ، ويضرب ضرباً جيداً ، ثم يمد على الرخامة ، ويقطع شوابير ويبخر به . قال التميمي : كان رئيس الخدم ببيت المقدس يهدي إلى والدي من هذا الند فيحله والدي بالبان ، فتجيء منه غالية لاشيء أطيب منها .
صفة ند آخر عن أم أبيها بنت جعفر بن سليمان " وهو الذي يسمى اللفيف الشريف
" قال التميمي : ولاشيء في الند أرفع منه - يؤخذ من العود الهندي القامروني أوقية ، فيدق وينخل ، ويسحق على الصلاية ، ويؤخذ له من السك المثلث نصف أوقية ، ومن المسك التبتي المنقى من أكراشه ، المسحوق المنخول نصف أوقية ويجمع الجميع ، ويسحق على الصلاية ؛ ويؤخذ من العنبر الهندي الأزرق الدسم أوقيتان ، ويقرض ويذاب في تور على نار لينة نحو ما تقدم ، ثم يلقى عليه العود واسك والمسك ، ويعجن ذلك ، ويمد على صلاية ، ويقطع شوابير ، ويجفف ويرفع . قال التميمي : أجمع العلماء بأمر العطر وأعمال الطيب أن السك إذا كان مثلثا فله في الند معنى جيد وخمرة ، والبخور الذي يدخل فيه يكون له عبق في الثياب ، سيما في بلد مصر والبلاد المعروفة بالعفن . فال : وملاك البخور كله جودة العنبر والمسك والعود والكافور والنار التي يبخر بها ، وألا يكون في الفحم