كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 39 """"""
ونظيره من العود الهندي الجيد ، ونظيره أيضا من المسك التبتي ، ويجعل العود براية أجزاء صغاراً ، ثم يقلى على نار لينة ، ويطحن بعد ذلك طحناً ناعماً ويسحق المسك بعد تنقينه مما لعله فيه من شعر أو غيره ، ثم يقرض العنبر صغاراً ويوضع في قدر برام لطيفة شبه رأس الخوذة على نار فحم لينة ، حتى يحمر ، ويلقى ذلك العنبر الخام في القدر ، ويحرك بملعقة من النحاس مدورة الرأس ، ثقيلة ، لها ساعد فاذا ذاب العنبر يلقى عليه العود المطحون شيئاً بعد شيء ، ويحركان حتى يختلطا ويصيرا جزأ واحداً ، ويجعل العنبر والعود فتائل ، ويقسم المسك على نسبة تلك الفتائل ، وتعجن به عجناً جيداً على حجر يمني معد لذلك حتى تختلط به ؛ ثم يقطع ويجعل أكرا بحسب ما يريد ، ويرفع . هذا أجود من يصنع من أنواع الند في وقتنا هذا ، إلا أنه يكون ليناً لا يكاد يستعمل للباس ، بل يحمل في الجيوب ويبخر به ، ويشم ، ويوضع بين الثياب ، ونحو ذلك . أما النوع الثاني - وهو المعتدل - فأجزاؤه أن يؤخذ من العنبر الخام الجيد عشرة مثاقيل ، ومن الندد العتيق الجيد عشرة مثاقيل ، ومن العود الجيد المطحون عشرون مثقالا ؛ ويؤخذ لذلك من المسك الجيد ما أحب المستعمل ويركب على ما نذكره .
أما النوع الثالث - وهو السقي - فأجزاؤه أن يؤخذ لكل عشرة مثاقيل من العنبر الخام عشرة مثاقيل من العنبر العتيق ، وثلاثون مثقالا من العود المطحون ومن المسك .
ذكر صفة خلط أجزاء الند وتركيبه
أول ذلك أن يضع القدر البرام المعدة لذلك على نار فحم لينة ، ويكون وضعه للقدر على جنبها ، ثم يكسر العنبر العتيق ويضعه في القدر ، فإذا سخن هرسه بالملعقة النحاس المعدة لذلك ، ويكسرالعنبر الخام قطعاً صغاراً ، ويوضع في القدر على أثر السخونة

الصفحة 39