كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)
"""""" صفحة رقم 4 """"""
خراسان . قال : وأصل المسك من بهيمة ذات أربع ، أشبه شيء بالظبي الصغير . وقد ذكرنا غزال المسك في " الباب الثالث من القسم الثاني من الفن الثالث " ، وهو في السفر التاسع من هذه النسخة فلا فائدة في إعادته . وقد ذكروا في صفة تحصيل المسك من هذا الحيوان أقوالا نحن نذكرها ؛ فزعم قوم أن الغزلان تذبح وتؤخذ سررها بما عليها من الشعر ويكون فيها دم عبيط ، وربما كانت السرة كثيرة الدم ، وربما كانت كبيرة واسعة قليلة الدم ، فيجمع فيها دم عدة سرر ، ويصب فيها الرصاص وهو ذائب وتخيط بالخوص ، وتعلق في حلق مستراح مدة أربعين يوما ، ثم تخرج وتعلق في موضع آخر حتى يتكامل جفافها ، وتشيد رائحتها ، ثم تصير النوافج في مزاود صغار ، وتخيط ، وتحمل من التبت إلى خراسان . قال : وقال أحمد بن أبي يعقوب مولى بني العباس : ذكر لي جماعة من العلماء بمعدن المسك أن معادنه بأرض " التبت " وغيرها معروفة ، قد ابتنى الجلابون فيها بناءً يشبه المنار في طول عظم الذراع ، فتأتى هذه البهيمة التي من سررها يتكون المسك فتحك سررها بتلك المنار ، فتسقط السرر هنالك ، فيأتي إليه الجلابون في وقت من السنة قد عرفوه ، فيلتقطون ذلك مباحاً لهم ، فإذا وردوا به إلى " التبت " عشر عليهم وقال قوم : إن هذه الدابة خلقها الله تعالى معدنا للمسك ، فهي تثمره في كل سنة وهو فضل دموي يجتمع من جسمها إلى سررها في كل عام في وقت معلوم ، بمنزلة المواد التي تنصب إلى الأعضاء ، فإذا حصل في سررها ورم وعظم ، مرضت له وتألمت حتى يتكامل ، فإذا بلغ وتناهى حكته بأظلافها ، فيسقط في تلك المفاوز والبراري ، فيخرج اليه الجلابون
الصفحة 4
148