كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 41 """"""
ما أورده محمد بن أحمد بن سعيد التميمي المقدسي في كتابه المترجم " بجيب العروس وريحان النفوس " ، وقال : إنه استنبطه وديره برأيه - يشير إلى هذه الصفة التي نذكرها الآن ، وإلا فالرامك قديم ، نقله هو عن غيره ممن كان قبله - ؛ فقال التميمي في هذه النسخة : يعمد إلى العفص النقي الأبيض الجيد ، فيدق وينخل ، ويعتق بعد طحنه سنة . قال : ومن الناس من يطبخه بالماء حتى ينشف الماء : فيستغني بطبخه عن تعتيقه ، وإنما يراد تعتيقه ليسلس وتذهب منه زعارة العفصية وطعمها ، وطبيخه يفعل ذلك . قال : وتعتيقه أجود . قال : ثم يؤخذ لكل عشرة أرطال من العفص المنخول المعتق خمسة أرطال من الزبيب العينوني اللحم المنقي من عيدانه ، ويؤخذ من البلح الحديث ما قد لقط من تحت نخله بعد نضجه ، ويجفف ، ويحكم تجفيفه ، وينزع نواه ، خمسة أرطال ، فينقع الزبيب والبلح في الشراب الريحاني يوماً وليلة ، ومن لم ينقعهما في الشراب فلينقعهما في الميسوس الطيب ، أو في الماء القراح ، ثم يرفعان على النار ، فيغليان غلياناً جيداً حتى ينضجا ، ولا تبقى فيهما قوة ، ويعتصر ماؤهما ، فتعجن به العشرة أرطال العفص المطحون المخول عجناً جيداً حتى يصير مثل الحساء أو أرق منه ثم يرفع في طنجير نحاس غليظ على نار لينة ، فيطبخ وهو يحرك بإسطام حديد ، ولايفتر تحريكه ، ويحترز المتولي لطبخه ، بأن يتلثم ، ويلف على يديه ورجليه ما يصونهما أن يقع عليهما من ذلك ، حتى إذا غلظ وصار أشقر أنزله عن النار . قال : ومن الناس من يضيف اليه وقت طبخه من عقيد العنب على كل

الصفحة 41