كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 42 """"""
عشرة أرطال رطلاً واحداً مع ماء الزبيب وماء البلح ؛ ومنهم من يقتصر على مائهما فقط ، فإذا انتهى أنزله عن النار ، وصبه على بواري قصب ، بعد أن يبرد ، ويبسط عليها بسطاً رقيقاً مستوياً بشيء قد دهن بدهن خيري ؛ ثم يعلق البواري بعد جفافه عليها في سقف بيت كنين من الغبار سنة كاملة ، بحيث يصل اليها مهب ريح الشمال ؛ فهذا عمل الرامك الذي هو أصل السك . فإذا أحببت أن تصنع منه سكاً فاقلع الرامك عن البواري ، ودقه ، واطحنه طحناً ناعماً ، واسقه أمراق الأفاوية التي يطبخ بها البان ، وسنذكرها في فصل الأدهان - إن شاء الله تعالى - ؛ واذا أردت ذلك تجمع أمراق الأفاويه بعد تصفية البان عنها ، وغسلها من دهنية البان ، وسلقها وتصفيها ، فيعجن بها عجناً جيداً كما عجن أولا بماء الزبيب والبلح ، وترفعه على النار وأنت تحركه دائماً بالإسطام تحريكاً جيداً ، وقد تحرزت مما يتطاير منه كما تقدم ، حتى إذا شرب تلك الأمراق وقوي ، بردته في سطول ، وصببته على البواري كما فعلت أول مرة ، فتعقته أربعة أشهر حتى يجف ، ثم تدقه وتطحنه وتنخله ، وتأخذ لكل من منه من الهرنوة وزن ثلاثة دراهم ، ومن الصندل المقاصيري نصف أوقية ومن العود القماري الدق الجيد نصف أوقية ، ومن الزعفران المسحوق وزن درهمين ، ومثقالا واحداً أو مثقالين - إن أحببت - من نافجة مسك طرية الفتاق قد نتف ما عليها من الشعر وحلق ، وقرضت تقريضاً صغيراً ، ودقت دقاً ناعماً ومن دهن الخيري الكوفي الخالص نصف أوقية ،

الصفحة 42