كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 44 """"""
الخيري الكوفي الخالص أوقيتان ، ومن العسل الماذي الابيض أوقيتان ، ويحرك ساعة ، ثم يوضع عن النار ، ويبسط على بارية بعد أن يبرد ، ويعتق سنة ، ثم يقلع فيدق دقاً ناعماً ويعجن بميسوس أو بماء قراح ، ويلقي على كل من منه من المسك ربع مثقال بعد سحقه ، ومن العسل خمسة دراهم ، ويقرص ويختم . قال التميمي : هذه الأفاويه - فيما أرى - كثيرة لرطلين عفصاً ؛ وأنا أرى أن يكون العفص سبعة أرطال بالبغدادي ، فإنه يحتمل ذلك .
صنعة رامك وسك آخر
ذكر التميمي عن أحمد بن أبي يعقوب أنه عمله ، وأنه أجود ما يكون من السك . قال ابن أبي يعقوب : صفة عمل الرامك أن يؤخذ من العفص البالغ الجيد ، فيرض ، ويصير في قدر كبيرة ، ويصب عليه من الماء ما يغمره ، ثم يطبخ أياما ، ويزاد في مائه كلما نشف حتى ينضج ، ثم يخرج العفص فيجعل في شمس حارة حتى يجف ، ويرفع ذلك الماء الذي طبخ فيه ، ويؤخذ ما جلس فيه من العفص فيجفف ، ويضاف إلى العفص ، ويدق ، وينخل بمنخل شعر ، ثم يرد إلى القدر ؛ ويصب عليه ماء كثير ، ويطبخ به يومين أو ثلاثة حتى تذهب العفصية منه ، ثم يسحق على صلاية حتى يجف ، ويصنع منه أمثال العلك ؛ فهذا عمل الرامك ، ولم يذكر فيه البلح ولا الزبيب .
قال : فإذا أردت أن تصنع من هذا الرامك سكاً فخذ منه ستة أجزاء ، ومن نوافج المسك جزءاً واحداً ، فتنزع الشعر عن النوافج ، وتقرضها ، وتدقها دقاُ شديداً وتطحنها ، ثم اخلطها بالستة أجزاء ، واسحق الجميع على الصلاية بالماء أوبالشراب أو بالنضوج حتى يستوي ، ثم يقرص ، فإذا جف فخذ منه ستة أجزاء ، ومن المسك التبتي جزءاً واحداً ، واسحق المسك ، وحل السك بماء ورد ، وأضفه اليه بالعجن الجيد ، وقرصه يأتك سكاً طيباً .

الصفحة 44