كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)
"""""" صفحة رقم 46 """"""
وأريحا ؛ وأجوده اليمني والحجازي ؛ وأجود حبه ما كان قشره يضرب إلى السواد ؛ وأما الأبيض القشر فإنه رديء ، يعرض له الفوارن عند طبخه .
وأما كيفية إخراج دهنه - فإنه يؤخذ هذا الحب فيطحن في أرحية معدة له ، ثم ثجعل في قدر نحاس كبيرة تسع عشر كيالج وأكثر بالكيلجة الشامية ، ومقدار كل كيلجة ثمن إردب بالكيل المصري ، ويكون الحب المطحون قد ملأ ثلثي القدر ويصب علنه من الماء ما يغمره ، وزيادة أربع أصابع مفتوحة ، ويوقد تحته بالحطب الجزل حتى يغلي ، فيطبخ نصف يوم ، وكلما نقص الماء يزاد ، حتى إذا انتصف النهار يقطع عنه الوقود ، ويترك حتى يبرد ، ثم يلقط ما طلع فوقه من الدهن ويجمع في آنية حتى لا يبقى من الدهن شيء ؛ فهذا استخراج حب البان .
وأما كيفية طبخه بالأفاويه حتى يصير باناً مرتفعاً - فمنه كوفي ومنه مدني .
أما الكوفي - فقال أحمد بن أبي يعقوب مولى ولد العباس فيه : يؤخذ الدهن المستخرج من حب البان ، فيجعل في قدر برام كبيرة ، ويطبخ بمثله من الماء الصافي ، ولا يزال يطبخ أياماً ، وكلما نشف الماء نقل إلى قدر أخرى ، ويصب علنه من الماء الصافي نظير الدهن ، ويطبخ حتى ينشف الماء ويبقى الدهن ؛ يفعل ذلك به ثلاث مرات ؛ ثم يطبخ بالماء الصافي والورد الذي لم يتفتح ثلاثة أيام ؛ ثم يطبخ بالماء والصندل الأصفر الماصيري المخروط أياماً ثلاثة حتى تذهب عنه رائحة الدهن ؛ ثم يطبخ بالعود الهندي السن والماء الصافي يومين أو ثلاثة ثم يطبخ المسك المنصف المسحوق بماء الورد يوماً ، وهذا الطبخ الذي بالسك وماء الورد يسمى : النش ، ويسمى بانه : البان المنشوش .