كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)
"""""" صفحة رقم 47 """"""
قال : ثم ينزل ويصفي ، ثم ينش بعد طبخه بالسك وماء الورد بالمسك التبتي المسحوق المحلول بماء الورد الجوري نشا جيداً حتى ينشف عنه ماء الورد ، ويأخذ البان قوة المسك .
وأما البان المدني - فإن أهل المدينة يطبخونه بالأفاويه الطيبة مثل السليخة والسنبل والقرنفل والكبابة والهرنوة والصندل الأصفر المخروط ، وسن العود الأسود ، يطبخونه بكل واحد من هذه الأصناف أياماً مع الماء الصافي ؛ ثم يبرد ويطبخ بالصنف الآخر حتى ينتهي - على ما نصفه إن شاء الله تعالى - إلا ان هذه الدهن لا يصلح للغوالي ، لأنه يتغلب على روائح العنبر والمسك بروائح الأفاويه وحدتها ، فلا تستعمله الملوك إلا أن تدهن به أيديها في الشتاء ، وتستعمله النساء في أطيابهن وخمرهن .
صنعة بان آخر
- قال التميمي فيه : هذا بان ركبته أنا ، واخترعته رأياً من ذات نفسي ، فجاء غاية في الطيب ؛ وهو أن ينقى من حب البان البالغ في شجره ما كان قشره يضرب إلى السواد ، فتنقى منه مقدار ما يخرج لك من الدهن زيادة على ثلاثين منا ، وذلك يخرج من مائة من الحب البالغ إذا طحن وطبخ وأحكم طبخه - على ما قاله أبو عمران موسى اليهودي المعروف بالبني . وقال أبو سعيد اليهودي العطار - وكان عالما