كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 5 """"""
فيأخذونه . قال : وهذا أصح ما قيل في باب المسك . قال : ويشهد بصحة ذلك ويوافقه ما حكاه محمد بن العباس المسكي في كتابه : أن تجار المسك من أهل الصغد يذكرون أن المسك سرة دابة في صورة ضخامة الظبي ، لها قرن واحد في وسط رأسها . قال : ومن قرنها وعظم جبهتها تتخذ النصت المعروفة بنصب " الختو " . قال : وذكروا أنها تهيج في وقت معلوم من السنة ، فترم مواضع سررها ، ويجتمع إليها دم غليظ أسود يفيض إليها من سائر أجسادها ، وأنه يشتد وجعها ، فتأتي مواضع فيها تراب لين كهيئة المراغة في تلك البراري ، بين المراغة منها وبين الأخرى مسافة ليست بالقريبة وتلك الظبي لا ننزع سررها في غير تلك المراغات ، قد ألفت المعك فيها ، والتمرغ في تربها ، واعتادته على ممر السنين ، فإذا نالها ذلك أمسكت عن الرعي وعن ورود المياه ، ولاتزال تتقلب فيه حتى تسقط تلك السررعنها ، وهي دم عبيط . قال : وربما سقطت قرونها أيضاً كما يفصل الإيل قرنه في كل سنة . قال : وربما اجتمع في المراغة الواحدة مائتان من تلك الظباء ، فإذا ألفت تلك السرر خرج شباب أهل الصغد وأهل التبت في وقت الإمكان إلى تلك المفاوز التي فيها تلك المراغات فيتفرقون في طلب النوافج ، فربما وجدوا في المراغة ألوفا من تلك السرر : من بين رطب وجامد ويابس . قال : وإذا سقطت السرة عن الظبي كان في ذلك إفاقته وصحته فيثبت حينئذ في الرعي وورود الماء . وقال محمد بن العباس : أجود المسك الصغدي ، وهو ما استراه تجار خراسان من التبت وحملوه على الظهر إلى خراسان ثم يحمل من خراسان إلى الآفاق ؛ ثم يتلوه في الجودة المسك الهندي ، وهو ما وقع من التبت إلى أرض الهند ، ثم حمل إلى الديبل ، ثم حمل في البحر إلى

الصفحة 5