كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)
"""""" صفحة رقم 51 """"""
قال التميمي : ورأيت أبا سعيد العطار يؤثر أن يشم القرفة والقرنفل والهرنوة ، ويجمع ذلك مع السنبل في إناء كبير ، ويصب عليه من الماء الحار ثلاثين منا ، وينقعه فيه يومين وليلتين ، ثم يصفى ويعزل ، ويصب على الأفواه ماء حاراً عشرين منا ، ويصفى على الماء الأول في سفن ؛ ثم يطبخ به البان الأول في ثلاث سقيات وهو علىالنار ، كلما نشف ثلي الماء صب عليه الثلث الآخر فإذا انتهى يبرد ويوعى في ظروفه حتى تثنى الأفواه بماء ثان للبان الثاني ، ويطبخ به على الرسم .
وقال : هذا أروح وأخف مؤونة من تكرارالطبخ بكل نوع على حدته إلا الصندل والعود ، فإنه لا بد من طبخهما بماء ، كل منهما على الانفراد .
قال : ورأى سعيد بن عمار الباني وأبو عمران بن الحارث الباني أن يطبخ البان بالماء والأفاوية جميعاً بعد نقعها ، ولا يصفى الماء عنها .
وقالا : طبيخه بالأفاويه مع الماء أقوى له ، لأن البان ينمحق في الأفاويه .
وقال سعيد بن عمار : تسلق الأفاويه بعد إخراجها من البان ، كل صنف منها على انفراده ، ويؤخذ ماء كل صنف منها على حدته ، ويترك بما بقي فيه من البان ويعجن به السك كما ذكرناه قبل .
قال التميمي : وأنا أرى عجن السك بأفواه قوية منقوعة خيرا وأفضل ، وقال : عرضت ؟ ؟ هذه النسخة التي اخترعتها - وهي التي تقدم ذكرها - على أبي عمران موسى بن الحران الباني فعجب من ذلك ، وقال : والله إن هذه الطريق لطريقي في عمل البان وطريق كل حاذق ، ما عدوت منها شيئاً ، وما كنت أظن أحداً يصل إلى علم مثل هذا من عند نفسه من غير أن يأخذه عن صانع ؛ والله أعلم .
صفة نش البان على رأي أ بي عمران الباني
قال أبو عمران : إذا اردت نش البان فاسحق للعشرين منا منه بعد أن يبرد