كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)
"""""" صفحة رقم 52 """"""
ويجلس من المسك التبتي مثقالين ، ومن سك المسك المرتفع أربعة مثاقيل وانخلهما بحريرة ، واعجنهما بماء ورد ، ثم حلهما بماء الورد بعد عجنهما حتى يصيرا مثل الحساء ، وصبهما على البان الذي تريد نشه في قدر جديدة معدة للنش واجعله على الكانون الذي يسمونه " نافخ نفسه " ، أو غيره ، وأوقد تحته بنار فحم ، وحركه بقصبة فارسية دائماً وهو يغلي حتى ينشف ماء الورد ، وعلامة ذلك أن يعلق المسك والسك برأس القصبة مثل الشمع أو مثل الغالية ، فأنزله عند ذلك عن النار واتركه حتى يبرد ، وارفعه .
نشه على ما ورد في كتاب العطر المؤلف للمعتصم بالله فهو أن تأخذ من البان الاصلي الأول الجيد رطلين ، فتجعلهما في طنجير برام جديد لم يدخله شيء غير البان ، ثم خذ لهما من المسك المثلث المرتفع أوقية ، ومن العود الهندي أوقية ، واسحق كل واحد منهما ، وانخله بحريرة ، ثم اعجنهما بماء الورد حتى يصيرا أرق من الحساء المصنوع من الدقيق ، وصبهما على البان في الطنجير وارفعه على نار لينة حتى يغلي غلياناً رفيقاً وأنت تحركه دائماً بانبوبة قصب فارسي حتى ينشف ماء الورد ، ويعلق السك والعود برأس الأنبوبة ، فأنزله حينئذ عن النار ، ودعه حتى يبرد ، وصفه في إنائه ، ثم انزع ما في أسفل الطنجير من السك و العود برأس سكين ، أو بملعقة من حديد ، واعزله لعمل الغالية ؛ ثم اغسل الطنجير غسلاً جيداً ، وجففه ، وأعد اليه البان الذي نششته بالسك والعود ، واسحق للرطلين من المسك أوقية ، ومن العنبر الشحري أوقية ، وانخل المسك بحريرة صفيقة ، والعنبر بخامة ، ثم اجمعهما علىالصلاية ، واسحقهما جميعاً ، ثم حلهما بماء الورد مثلما حللت السك والعود ، وصبهما في الطنجير على البان ، وارفعه على نار لينة ، وأدم تحريكه بأنبوبة القصب ، ولا تغفل عن تحريكه ، وتكون ناره الآن ألين من النار الأولى التي نششت بها السك والعود ، فاذا نشف ماء الورد وتعلق المسك برأس القصبة ، فأنزله عن النار ، وبرده ، وارفعه .