كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 57 """"""
الآس الغض ما أحببت ، فتدقه بشيء من الماء القراح ، وتستقطره في قابلة ، وتأخذ مما قطر منه زنة مائة درهم ، ومن ماء الزعفران المصعد خمسين درهماً ، وتخلطها في برنية ، وتصب عليهما من ماء الورد ثلاث أواقي ، وتدق من الحلب المقشر مائة درهم ، وتعجنه بنصف أوقية ميعة حمراء سائلة عجناً شديداً وتعزله ، ثم تاخذ من قشور التفاح الشامي البالغ الطري رطلاً فتلقيه في المياه وتغليها عليه ، ثم تمرسه مرساً جيداً ، وأنزله عن النار ، ثم ألق فيه أوقية من فاغية الحناء وجرزه من ورق النمام الطري ، وتلقي المحلب المعجون بالميعة في الدهن وتضربه به ضرباً جيداً ، وتسحق له من القرنفل مثقالين ، ومن السنبل مثقالين وتنخل ذلك ، وتضيف اليه أوقية ذريرة ممسكة مفتوقة ، وتعجن الجميع بنضوح عتيق ، وتخمره يومين في باطية بالعود والكافور ، وألقه في الدهن الذي حللت فيه المحلب ، واضربه به ، ثم اقلبه على المياه التي فيها قشور التفاح والفاغية والنمام وأحكم سد رأس الإناء ، وضعه في شمس حارة سبعة أيام ، وحركه في كل يوم ثم ارفعه بعد الاسبوع في طنجير على نار لينة ، واطبخه حتى ينشف الماء ، ثم برده واقطف الدهن في ظرف مبخر ، وافتقه بمسك وكافور من كل واحد سدس مثقال ؛ فهذا دهن التفاح الفاخر .

الصفحة 57