كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 68 """"""
سلقة لينة ، ويجفف على مسح في الشمس ، ولا يقلى ، فإن المقلو لا يقبل روائح الأزهار ، ولا يملح في سلقه بملح ، فإن الملح يقطع روائح الطيب ؛ فإذا أخذت الدهن فصيره في طنجير أو قدر حجارة ، وألق فيه من فاغية الحناء في أول يوم منا ، وفي اليوم الثاني نصف من ، ودرجه حتى تتم الفاغية ثلاثة أمنان ، ويسخن الدهن في كل يوم حتى يحمي حين تلقي عليه الفاغية ، فاذا كملت فيه ثلاثة أمنان فاصبب عليه من ماء الآس المصعد من ، ومن ماء الزعفران نصف من ، ومن ماء الورد نصف من ؛ ثم ارفعه على نار لينة حتى تنشف المياه عنه ويبقى الدهن ؛ فإذا نشف الماء فأنزله ، وغمه بالغطاء ، واتركه حتى يبرد ، واستخرج ما فيه من فاغية بمصفاة ؛ ثم اعصرها حتى يخرج ما فيها من الدهن بحريرة ، وأودعه القوارير . ولم يذكر التميمي مقدار الدهن .
وقال يوحنا بن ماسويه في صنعة دهن الفاغية : تأخذ من دهن الحل الطري غير المملوح ثلاثة أرطال ، فاجعلها في طنجير أو قدر حجارة ؛ وخذ لذلك من فاغية الحناء وقلوبه زنة منوين فألقه فيه مفروكاً ، وإن كان يابسً فدقه جريشاً وأصبب عليه من الماء ثلاثة أرطال ، وارفع الطنجير على نار لينة حتى يذهب الماء ويبقى الدهن ، فارفعه في قوارير .
قال : وهو جيد لشعور النساء ، مصلح لها ، جيد للتمريخ ، يستعمله الرجال والنساء ؛ والله أعلم .

الصفحة 68