كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)
"""""" صفحة رقم 69 """"""
الباب التاسع من القسم الخامس من الفن الرابع في عمل النضوحات والمياه المستقطرة وغير المستقطرة مثل ماء الجورين ، وماء الصندل ، وماء الخلوق ، وماء الميسوس ، وماء التفاح ، وماء العنب ، وتصعيد المياه
.
فأما النضوحات - فليس المراد بها في هذا الباب النضوحات التي تصنع للشرب ، بل المراد بها النضوحات التي تدخل في أصناف الطيب . وقد ذكر التميمي منها كثيرا ، وهي غير متباعدة في الأعمال ، ولا متنافية في المقادير ؛ ثم اختار منها نضوجاً ، قال : إنه ألفه فجاء جيداً ، وهو : يؤخذ من التمر المنقى من أقماعه ، المنزوع النوي عشرون رطلا ، فتنقع في الماء يوما وليلة ، ثم تطبخ في قدر نحاس مؤنكة فإذا نضج التمر فصف عنه ماءه من غير أن يمرس أو يمس ؛ ثم يؤخذ من الآس الغض الطري المخروط من عيدانه رطلان ، فيدق دقاً جريشاً ، ويعجن بشيء من ماء التمر ، ويبخر بقسط مر وبراية عود وصندل وأظفار خمسة أيام ، في كل يوم ثلاث بالغداة ، وثلالثاً بالعشى ، وتقلبه حتى يأخذ روائح البخور ؛ ثم دقة بشيء من ماء التمر ، وألقه عليه ، وارفعه على النار حتى يذهب من الماء النصف ، ثم صفه براووق ، واتركه حتى يغلي ، فإذا إلى وهدأ غليانه فخذ له من السنبل والأفلنجة والقرنفل