كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 71 """"""
قال الزهراوي في كتابه : إنه ينقص النصف ؛ ولم يزد على ذلك . فمن أراده للطيب فهو كاف ؛ وأما من أراده للشرب فلابد أن يغلبه حتى يبقى منه الثلث ؛ ولا يجوز استعماله بأقل من ذلك .
وأما المياه المستقطرة وغير المستقطرة - فمنها ماء الجورين ، وهو الذي كان يصنع للخلفاء ؛ يؤخذ من ماء الورد الجوري خمسة أرطال ، تجعل في زجاجة ويطرح عليها من العود الطيب الهندي أوقية بعد دقة جرشا ؛ ثم يغطى فم الزجاجة ويلف بملحفة نظيفة ، ويترك خمسة أيام ؛ ثم تصفيه بعد ذلك في قرعة التقطير ويقطر الماء برفق وحكمة ، ويرفع في قارورة ؛ ثم يؤخذ رطلان من الماء ، ويطرح فيهما من الزعفران الشعر خمسة دراهم وجوزبوا درهمان ، ويجمع الجميع في قرعة التقطير وتترك القرعة مسدودة الفم يوماً وليلة ، ثم تجعل في فرن التقطير ، ويوقد تحتها وقوداً معتدلاً بنار حطب لا الدخان لها ؛ فإذا رأيت الماء قد بدأ يقطر فاقطع النار ساعة وتكون قد أعددت قيراط مسك وقيراط عنبر ، وحبتين من الكافور كل ذلك مسحوقاً ، وألقه في القرعة ، ثم سد رأسها ، وأعدها إلى النار ؛ فإذا بدأ الماء أن يقطر فأغلق باب الفرن فإن الماء يقطر أبيض ؛ فإذا تغير إلى الصفرة فارفع الأول في قارورة ، وسد رأسها بشمع ، واجمع الماء الأصفر في قارورة ثانية ؛ فإذا تغير إلى الحمرة فارفع القارورة الثانية ، واجعل قارورة ثالثة ، فإنه يقطر أحمر ، فإذا فتر التقطير فارفع الماء الثالث ، واجعل كل ماء على حدة ؛ فهذا ماء الجورين .
وأما ماء الصندل - فقال الزهراوي : يؤخذ من الصندل المقاصيري الأصفر أوقيتان ، تنقعان في رطل ونصف من الماء المشروب يوماُ وليلة ؛ ثم يصعد مثل ماء الجورين ؛ وإن عملته من ماء الورد فهو أبلغ ؛ وكذلك تصعيد العود ، ويكونان قد طحنا قبل نقعهما .

الصفحة 71