كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)
"""""" صفحة رقم 79 """"""
الأندراني ويجفف في الظل ؛ ثم خذ له من القسط المر والساذج الهندي والحمامي الحمراء وقشور عيدان السليخة الحمراء والقرنفل وقصب الذريرة الطيبة من كل واحد أوقيتين ومن المصطكاء وسنبل الطيب والعود الهندي ، من كل واحد أربع أواقي ومن المسك أربعة مثاقيل ؛ تدق هذه الأصناف جريشاً ، وتنعم سحق المسك والزعفران ، ويجمعان بالميعة السائلة ودهن البلسان ، وتصب على ذلك أربع أواقي من عسل النحل ، ويعجن به " يعني الزعفران والمسك " عجناً جيداً ؛ ثم يحل بالطلاء ويعرك وتأخذ برنية من زجاج واسعة الرأس ، كبيرة ، فتبسط فيها راقاً من ورق السوسن وراقاً من الأخلاط حتى ينتهي ذلك ؛ ثم صب عليه من الطلاء الجيد العتيق الذكي الرائحة الذي لم يوضع في الشمس عشرين رطلا ، وتصب عليه بعد ذلك الزعفران والمسك المدافين بدهن البلسان والميعة والعسل المحلول بالطلاء فوق رأس البرنية ، وليكن للبرنية غطاء ينطبق عليها ، وتجعل تحت الغطاء خرقة كتان جديدة ، وتشد فوق الخرقة بقرطاس مصري ، ثم بالغطاء ، ثم تطين البرنية بالطين الحر والشعر وتبن الكتان ، وتجعل البرنية في طاق يلي ريح الشمال ، ولا تقابل بها الريح استقبالا ، بل اجعلها منحرفة عنها أدنى انحراف ، واتركها ستة أشهر ثم استعمله .