كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 8 """"""
قطعت النوافج عن الظباء قبل إدراك المسك فيها ، قال : على أن إذا قطع عن ظبائه كان كريه الرائحة مدة طويلة إلى أن يجف على طول الأيام ، فيستحيل مسكا . قال : وظباء المسك كسائر الظباء المعروفة في القدر واللون ودقة القوائم ، وافتراق الأظلاف ، وانتصاب القرون وانعطافها ، نور غير أن لكل واحد منها نابين رقيقين أبيضين ، خارجين من فيه في فكه الأسفل ، قائمين في وجه الظبي كنابي الخنزير ، في طول الفتر أو دونه ، على هيئة ناب الفيل . وقال أحمد بن أبي يعقوب : أفضل المسك التبتي ، ثم بعده المسك الصغدي ، وبعد الصغدي المسك الصيني ، وأفضل الصيني ما يؤتى به من خانقو ، وهي المدينة العظمى التي هي مرفأ الصين التي ترسى بها مراكب تجار المسلمين ، ثم يحمل في البحر إلى الزقاق ، فإذا قرب من بلد الأبلة ارتفعت رائحته ، فلا يمكن التجار أن يستروه من العشارين ، فإذا خرج من المركب جادت رائحته ، وذهبت عنه رائحة البحر " ثم المسك الهندي ، وهو ما يقع من التبت إلى الهند ، ثم يحمل إلى الديبل ، ثم يجهز في البحر " ، وهو دون الأول ؛ وبعد الهندي من المسك القنبارى ، وهو مسك جيد ، إلا انه دون التبتى في القيمة والجوهر واللون والرائحة ، يؤتى به من بلد يقال له : قنبار بين الصين والتبت وربما غالطوا به فنسبوه إلى التبت ، قال : ويتلوه في الجودة المسك الطغزغزى ، وهو مسك رزين يضرب إلى السواد ، يؤتى به من أرض الترك الطغزغز تجلبه التجار

الصفحة 8