كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 80 """"""
قال : وبعض الحكماء الأطباء يزيد فيه كبابة وفلنجة وزرنبادا من كل واحد أوقيتين .
وأما ماء التفاح ونضوحه الذي يصنع منه - فقال التميمي عن أحمد ابن أبي يعقوب في صنعة ماء التفاح الشامي الطيب : ثؤخذ من التفاح الشامي الجيد السالم من العفن والتشنج خمسائة حبة ، فتمسح ، ثم تشقق كل تفاحة أربعة ويلقى ما فيها من الحب وما يجاوره ، ثم تقطع صغاراً في مراكن خضر ، ثم تدق دقاً جيداً في هاون حجارة ثم تعتصر في كرباسة نظيفة طيبة الريح مبخرة ، ثم تدق مرة ثانية ، وتعتصر حتى لا يبقى فيها شيء من الماء ، ثم يروق ، ويصب في تور حجارة ، أو طنجير حجارة ، ويطبخ بنار فحم لينة من فحم كرم جزل ، فإذا ذهب من الماء اقل من الثلث فاطرح فيه قرنفلا صحيحاً وقطعاً من صندل أصفر دقاقاً واغله بهما حتى ينقص الثلث وزيادة يسيرة ، ثم ارفق بالنار حتى يبلغ نقصه النصف ثم أنزله عن النار ، ودعه حتى يبرد ، ثم صفه ، وأعده إلى الطنجير واخرج الصندل والقرنفل منه ، وأوقد تحته برفق ، فإذا غلي ثانية فاطرح فيه عوداً مرضوضاً مثل رض الخشخاش ، أو أجل منه قليلا ، واغله به حتى يذهب ثلث ما بقي وزيادة فيكون نقصه عن أصله قد زاد عن ثلثيه ، ثم اطرح فيه من السك المرتفع سك الغالية ، ولا تكثر تحته النار إلا بقدر ما يغلى غلياناً رفيقاً ، فإذا رأيته قد انعقد وصار مثل الخلوق - وهو إلى الرقة ليس لخائر - فأنزله عن النار ، واتركه في الإناء يوماً وليلة ، ثم خذ قارورة ليست بالواسعة الرأس ولا بالضيقة قدر ما تدخلها اليد ، فبخرها بسبع قطع عود مخمر وند

الصفحة 80