كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 82 """"""
ماء التفاح ولا تزال توقد تحته وقيداً ليناً حتى يذهب نصف الماء وربعه ، فإذا بقي منه الربع فأنزله عن النار ، واعتصر الخرقة فيه ، ثم أخرجها وجفف ما فيها من أثفال الأفواه فإنها تصلح للضمادات التي تصلح المعدة ، فإذا فتر ماء التفاح فاسحق له من المسك مثقالا ، ومن الكافور نصف مثقال ، ومن سك المسك مثقالا ، ومن الزعفران المطحون نصف مثقال ، واجمع ذلك في زبدية ، وصب عليه من مطبوخ ماء التفاح ما تعجنه به ، ثم أذبه حتىيصير مثل الخلوق ، ثم صبه فيه ، واضربه به ضرباً جيدً ، واجعله في ظروف ، وأحكم سدها ، فإنه يأتي عجيباً في الطيب . وأما ماء العنب المطيب والعقيد المصنوع منه - وقد سماه التميمي بهذه التسمية ، ونقله من كتاب العباس بن خالد وغيره - فقال في عمل ماء العنب المطيب : تأخذ من عصير العنب الأسود زقين أو ثلاثة ، فتصبه في إناء ، وتتركه يومين ، ثم تروقه في إناء آخر حتى يصفو ، واجعله في طنجير برام ، وأوقد تحته بنار لينة ، وانزع رغوته ، فإذا صفا فخذ له من الزرنب والفلنجة من كل واحد أوقية واجعلهما في خرقة شرب خفيفة ، وتشد وتعلق في الطنجير ، ويطبخ وهي فيه وتمرس ساعة بعد ساعة حتى يذهب من ماء العنب النصف ، ثم أنزله عن النار وبرده يوما وليلة ، ثم روقه ، وخذ له من المسك مثقالين ، ومن الكافور الرياحي مثقالاً ونصف مثقال ، ومن الزعفران نصف أوقية ، ومن العود المسحوق المنخول نصف أوقية ، ثم اجمع ذلك في زبدية ، وحله بشيء من العصير المطبوخ ، ثم صبه فيه ، واضربه ضرباً جيداً ، واجعله في قوارير ، وسد رؤسها ، ويكون أقل من ملوها ، فإنه يغلي ويفور ، وينبغي أن يحرك في كل يوم تحريكاً شديداً إلى أن يسكن غليانه ويستعمل بعد شهور .

الصفحة 82