كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 87 """"""
شديد حتى يغلظ ويصير مثل العسل ، وتؤخذ منه في كل يوم أوقية على الريق ، وأكثر من ذلك . وقال : هذا لأصحاب الأمزجة الحارة اليابسة .
آخر يصلح لأصحاب الأمزجة الباردة اليابسة
يؤخذ من اللبن الحليب رطل ، وتسحق عشرة دراهم دارصيني سحقاً ناعماً حتى تصير مثل الكحل ، وتلقى على اللبن ، ويترك ساعة ، ثم يشرب قدحاً بعد قدح ويخضخض لئلا يرسب الدارصيني فيه ، وليشرب قبل الطعام وبعده قليلاً قليلاً بدل الماء عند العطش حتى يأتي على اللبن والدارصيني بكماله ، ويكون الغذاء طباهجا بلحم ضأن فتي ، ويشرب عليه نبيذاً صرفاً ، يفعل ذلك أسبوعاً ، ولايجامع فيه ، فإنه يولد منياً كثيراً ، ويهيج تهييجاً عظيماً . قال : وينبغي أنه اذا هاجت منه حدة وحرارة أن يقطع ، فإن لم تسكن الحدة والحرارة فصد وأسهل وسقى ماء الشعير ويترك اللحم والشراب أياماً ، ويقلل الغذاء . قال الرازي : إلا أن هذا التدبير يجمع امتلاء كثيراً ؛ ولا يقرب هذا الدواء من بدنه غير نقي ، فإنه يحم لا محالة . فأما النقي البدن ، القليل الدم ، الساكن الحدة ، فنعم الدواء هو له ، وهو دواء قوي في فعله .
صفة شراب آخر
يؤخذ من حليب البقر . يؤجذ من حليب البقر رطلان ؛ وقيل رطل ، ويلقي عليه من الترنجبين الأبيض الخراساني زنة عشرين درهماً ، ويطبخ برفق حتى يصير في قوام العسل ثم تؤخذ منه في كل غداة أوقية على الريق ، فإنه نهاية في زياده الباه .
صفة شراب آخر
يؤخذ ماء البصل وماء الهليون وسمن البقر ولبنها ، من كل واحد جزء ، ومن بزر الجرجير وبزر اللفت من كل واحد كف ؛ يدقان ويلقيان في المياه

الصفحة 87