كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 12)

"""""" صفحة رقم 9 """"""
فيغالطون به ، إلا أنه ليس له جوهر ولا لون ، وهو بطىء السحق لايسلم من الخشونة ، ويتلوه في الجودة المسك القصارى ، يؤتى به من بلد يقال لها قصار ، بين الهند والصين ، قال : وقد يلحق بالصيني ، إلا أنه دونه في القيمة قال : والمسك الجرجيري ، وهو مسك يشاكل التبتي ويشبه وهو أصفر حسن ، زعر الرائحة . وبعده المسك العصماري ، وهو أضعف أنواع المسك كلها ، وأدناها قيمة ، يخرج من النافجة التي زنتها أوقية زنة درهم واحد من المسك . ثم المسك الجبلي ، وهو مايؤتى به من ناحية أرض السند من أرض المولتان ، وهو كبير النوافج ، حسن اللون ، إلا أنه ضعيف الرائحة ، وقال : أجود المسك في الرائحة والمنظر ماكان تفاحيا ، تشبه رائحته رائحة التفاح اللبناني ، وكان لونه تغلب عليه الصفرة وكان بين الجلال والدقاق وسطا ، ثم الذي يليه وهو أشد سواداً منه ، إلا أنه يقاربه في الرائحة والمنظر ، وليس مثله ، ثم الذي هو أشد سواداً ، وهو أدناه قدرا وقيمة ، وقال : بلغني أن العلماء بالمسك من تجار أهل الهند يذكرون أن المسك ثلاثة أنواع ، لايخرجونه عن ذلك ، فالنوع الأول - وهو أفضله وأجوده - المسك الأصلي الخلقة المعروف ، ونوعان آخران متخذان : أحدهما يتخذ من أخلاط يابسة تكون عندهم من نبات أرضهم ، وليس فيه من المسك الأصلي شيء ، وهم يأمرون باستعماله وابتياعه من مواضع أصوله ، ومايليها من البلاد ومن الذين يعرفونه ، وهو أهل التبت ، والآخر يتخذونه وينهون عنه وعن ابتياعه والمتجر فيه ، وذلك أنه يتغير ويفسد إذا اقام قال : ونوع آخر ، وهو مسك يجلب من قشمير الداخلة وماحولها ، وليس بجيد ، وهو يقارب المسك المصنوع المنهى عنه ، ويكون هو أيضا متخذاً وغير متخذة وهو على نصف القيمة من المسك الجيد ، قال : والمسك في

الصفحة 9