كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 101 """"""
وقيل : إنه اتخذ إزربة من حديد ، فكان صديقه الذي يضرب بها رأسه فانفلق رأسه بضربة فخرجت كالفرخ وهي تقول : هكذا يهلك الله أعداءه ، وينصر أنبياءه ، ويسلط رسله على من يشاء .
وأرسل الله الزلازل على المدينة ، فخربت .
قال : وجاء لوط وهو ابن أخي إبراهيم ، وآمن به ، وآمنت به سارة ، فتزوج بها إبراهيم .
ذكر هجرة إبراهيم - عليه السلام -
قال : وجمع إبراهيم أصحابه الذين آمنوا به ، وسار يريد الشام ، فجاء إلى حران فأقام بها مدة من عمره ، وترك بها طائفة من المؤمنين ، وسار حتى أتى الأردن وكان اسم ملكها صادوق ، فمر به وهو في منظرة له ، فنظر إلى سارة مع إبراهيم فأحضرهما ، وقال لإبراهيم : من أنت ؟ قال : أنا خليل الله إبراهيم . وذكر له ما كان من أمر نمروذ . فقال له : من هذه ؟ قال : هي أختي . فقال : زوجنيها . قال : هي أعلم بنفسها مني ، وإنها لا تحل لك . فاغتصبها منه ، وقام إلى مجلس آخر وأمر بحملها إليه . فدعا إبراهيم الله تعالى ، فارتج المجلس بالملك ، ويبست يده فقال لسارة : ألا ترين ما أنا فيه ؟ قالت : لأنك أغضبت خليل الله .
قال : فتضرع إلى إبراهيم ؛ فسأل الله في رد يده عليه ؛ فأوحى الله إليه : لا أطلقه دون أن أخرجه من ملكه ويسلم ؛ فأسلم وخرج عن الملك ، ووهب سارة هاجر ، وهي أم إسماعيل .
قال وارتحل إبراهيم حتى أتى الأرض المقدسة فنزلها .
وقد روينا هذه القصة بسندنا إلى البخاري - رحمه الله - .
وسنذكر الحديث - إن شاء الله تعالى - في أخبار طرطيس أحد الملوك بمصر ، فقد ورد أنه صاحب القصة ؛ والله أعلم .