كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 105 """"""
ولا ينظر إليهم وهو يظن أنهم يأكلون ؛ فرأت سارة أنهم لا يأكلون ؛ فنبهته على ذلك ، فقال : " ألا تأكلون " ؟ وداخله الخوف من ذلك ، ثم قال : لو علمت أنكم لا تأكلون ما قطعت العجل عن البقرة .
فمد جبريل يده نحو العجل ، وقال : قم بإذن الله . فاشتد خوف إبراهيم وقال : " إنا منك وجلون قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم ، قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون " إلى قوله : " إلا الضالون " . قال : وكانت سارة واقفة هناك ، فقالت : " أوه " " فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم " قال الله تعالى : " وامرأته قائمة فضحكت " أي حاضت " فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ، قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيء عجيب ، قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد " ولم تعلم أنهم ملائكة ؛ فقال لها جبريل : يا سارة ، " كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم " . قال إبراهيم : " فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين ، لنرسل عليهم حجارة من طين " ثم عاد جبريل إلى صورته ، فعرفه إبراهيم ، وعرفه أنهم يقصدون قوم لوط بالعذاب ؛ فاغتم إبراهيم شفقة على لوط وأهله ، ثم قال : امضوا حيث تؤمرون .
وكان من أمر قوم لوط ما نذكره .
قال : وحملت سارة بإسحاق في الليلة التي خسف الله فيها بقوم لوط ، ووضعته وعلى وجهه نور أضاء منه ما حولها ؛ فدخل إبراهيم وقال : " الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق " وربته سارة حتى بلغ سبع سنين .
ذكر خبر الذبيح وفدائه
قال : وكان إسحاق يخرج مع أبيه إلى البيت المقدس ، فبينما إبراهيم في مصلاه إذ غلبته عينه فنام ، فأتاه آت في منامه وقال : إن الله يأمرك أن تقرب قرباناً . فلما أصبح عمد إلى ثور فذبحه وفرق لحمه على المساكين ، فلما كان الليل رأى في منامه الذي أتاه وهو يقول : يا إبراهيم ، إن الله يأمرك أن تقرب له قرباناً أعظم من الثور . فلما انتبه ذبح جملاً وفرق لحمه على المساكين ، ثم رآه في الليلة الثالثة وهو يقول : إن الله يأمرك أن تقرب له قرباناً أعظم من الثور والجمل . قالإبراهيم : وما هو ؟ فأشار