كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 108 """"""
فدعا إبراهيم ربه أن يقبضه . فجاءه ملك الموت ؛ فقال : يا ملك الموت قد اشتقت إليك منذ رأيت ذلك الشيخ على تلك الصورة ، فاقبض روحي . فقبض روحه ( صلى الله عليه وسلم ) .
الباب الثاني من القسم الثاني من الفن الخامس
الباب الثاني من القسم الثاني من الفن الخامس في قصة لوط - عليه السلام - وقلب المدائن
هو لوط بن هاران بن تارح ، وتارح هو آزر أبو إبراهيم - عليه السلام - وكان لوط قد شخص مع عمه إبراهيم - عليهما السلام - من المدائن إلى أرض الشام ، مؤمناً به ، مهاجراً معه ، ومع إبراهيم تارح وسارة بنت ماحور ؛ فلما انتهوا إلى حران هلك تارح بها وهو باق على كفره ؛ وسار إبراهيم ولوط وسارة إلى الشام ؛ ثم مضوا إلى مصر وبها فرعون من الفراعنة يقال له : سنان بن علوان ابن عبيد بن عوج بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام ؛ ورجعوا إلى أرض الشام فنزل إبراهيم فلسطين ، وأنزل لوطاً الأردن ، فكان هناك إلى أن بعثه الله نبياً .
قال : وأوحى الله - عز وجل - إلى إبراهيم أن يرسل لوطاً نبياً إلى سذوم ، وكانت خمس مدائن ؛ وهي : " صامورا وصابورا وسذوم ودومة وعامورا " ، وهي المؤتفكات ، وكان أعظمها سذوم وعلى كل مدينة سور عظيم مبني بالحجارة والرصاص ، وعليهم ملك يقال له : سذوم من بيت نمروذ بن كنعان ، وكان أهل هذه المدائن قد خصوا بحذف الحصا والحبق في المجالس وعبادة الأصنام ، وكانوا حسان الوجوه ، فأصابهم قحط ، فأتاهم إبليس فقال : إنما أصابكم القحط لأنكم منعتم الناس من دوركم ولم تمنعوهم من بساتينكم . فقالوا : كيف

الصفحة 108