كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 112 """"""
الباب الثالث من القسم الثاني من الفن الخامس في خبر إسحاق ويعقوب - عليهما السلام -
قال : ولما قبض الله تعالى إبراهيم الخليل - عليه السلام - سكن إسماعيل الحرم ، وإسحاق الشام ومدين ، وسكن معه سائر أولاد إبراهيم ، وبعثه الله إلى الأرض المقدسة نبياً ورسولاً ، فأقام بينهم نحواً من ثمانين سنة ، وكف بره فبينما هو نائم إلى جنب امرأته إذ تحركت شهوته ، فقالت : وفيك بقية يا إسحاق ؟ فواقعها مرة فحملت بذكرين : وهما يعقوب والعيص - على ما ذكرناه في الأنساب - وهو في الباب الرابع من القسم الأول من الفن الثاني ، وهو في الجزء الثاني من هذا الكتاب ، وذكرنا أيضاً أولاد العيص .
قال : ثم قبض الله تعالى نبيه إسحاق ، فقسم ما كان له من بقر وخيل وغنم وغير ذلك بالسوية ، ومات ؛ فغلب العيص على مال يعقوب ، واغتصبه إياه وقصد قتله ؛ فقالت له أمه : الحق بخالك لابان وإخوته بحران ، فإنهم مؤمنون من آل إبراهيم .
فتوجه يعقوب إلى حران ، فأكرمه خاله ، وزوجه ابنته ، وسلم إليه ما بيده من المال ، وكانت ابنته هذه الكبرى ، واسمها ليا فرزق منها روبيل وشمعون ، ثم ذكرين : لاوى ويهوذا ، وتوفيت ؛ فزوجه خاله ابنته الثانية واسمها سرورية ، فولدت له ولدين : دانا ونفتالي ؛ ثم توفيت ، فزوجه الثالثة فأولدها ذكرين يساخر وزبولون ، وماتت ؛ فزوجه ابنته الرابعة ، واسمها راحيل - وكانت أحسن بناته - وذلك بعد أن استكمل يعقوب من عمره أربعين سنة ، فجاءه الوحي يومئذ وهو بحران وقد ماتت أمه .