كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 114 """"""
الباب الرابع من القسم الثاني من الفن الخامس في قصة يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام
وهذه القصة تدخل فيها بقية أخبار يعقوب وما كان من أمره ووفاته وخبر الأسباط أولاده .
ذكر خبر ميلاد يوسف عليه السلام
قال : ولما رجع يعقوب من غزاته دخل على امرأته راحيل فواقعها فحملت بيوسف وببنيامين أخيه ، فوضعتهما ، فجاء يوسف كالقمر ، فربته أمه حتى صار عمره سنتين ، وماتت أمه ؛ فلما بلغ عمره عشر سنين أمر يعقوب بجذعة من غنمه ، فذبحت ، وصنعت طعاماً ، وجمع أولاده على الطعام يأكلون ، فأقبل مسكين وسأل وأكثر السؤال ، واشتغل يعقوب عنه ولم يأمرهم بإطعامه ، حتى انصرف السائل .
فلما فرغ يعقوب من أكله قال : أعطيتم السائل شيئاً ؟ فقالوا : إنك لم تأمرنا بشيء ، فجاءه الوحي : يا يعقوب ، قد جاءك مؤمن فقير مريض شم رائحة طعامك فلم نطعمه ، وأحرقت قلبه ، فلأحرقن قلبك . فاغتم يعقوب .
ذكر رؤيا يوسف - عليه السلام - وكيد إخوته له
قال : ولما بلغ اثنتي عشرة سنة رأى رؤياه وقصها على أبيه . قال الله تعالى : " إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ، قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين ، وكذلك يجتبيك ربك " إلى قوله : " عليم حكيم " . قال : فسمع إخوته الرؤيا : فداخلهم الحسد ، وقالوا ما أخبر الله عنهم به : " إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين ، اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين ، قال قائل