كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 118 """"""
ومنهم من قال : إن عزيز مصر تلقى القافلة ، واشتراه من مالك بن دعر بعشرين ديناراً ، ونعلين ، وثوبين أبيضين . وقد عزي هذا القول إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - .
وروي عن وهب بن منبه أنه أقيم في السوق ، وتزايد الناس في ثمنه ، فبلغ ثمنه وزنه مسكاً وورقاً وحريراً ؛ فابتاعه العزيز بهذا الثمن .
نرجع إلى سياق الكسائي : قال : فوقف عليه رجل من بلاد كنعان على ناقة ، فمدت عنقها وجعلت تشم يوسف ، فسأل يوسف صاحب الناقة بالعبرانية : من هو ؟ فأخبره أنه من أرض كنعان ؛ فقال له : أقرئ يعقوب سلامي إذا رجعت ، وصف له صفتي . فلما عاد الكنعاني أخبر يعقوب بذلك ؛ فقال يعقوب : سلني حاجة بهذه البشارة . قال : ادع لي أن يكثر الله ولدي ومالي . فقال : اللهم أكثر ولده وماله وأدخله الجنة .
قال : ثم دنا مالك من يوسف فقال له : أنا يوسف بن يعقوب بن إبراهيم الخليل ؛ وأخبره بخبر إخوته . فصاح مالك وقال : واله ما علمت فاستغفر لي فإني من أولاد مدين بن إبراهيم . فبكى يوسف ، وقال له مالك : أسألك أن تدعوا الله يرزقني ولداً . فدعا الله فرزقه الله أربعة وعشرين ولداً ؛ وعاش مالك حتى رأى يوسف وهو عزيز مصر .
قال : ودخل قطفير منزله ويوسف معه ، فرأته زليخا - وكانت أحسن نساء زمنها - فقال لها زوجها قطفير : قد اشتريت هذا الغلام لنتخذه ولداً فإنا لم نرزق ولداً . قال الله تعالى : " وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا " .
ذكر خبر يوسف وزليخا
قال : ولما رأته زليخا عجبت لحسنه ، ولاطفته ، وقالت : لا ينبغي لمثلك أن يباع عبداً . ويوسف ساكت ؛ وكان لا يأكل من ذبائحهم ، فقالت له : لم لا تأكل من ذبيحتنا وتقبل كرامتنا ولي هذا البستان أريد أن تحفظه ، فقال يوسف : أفعل ذلك .