كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 120 """"""
ثم قالت : " ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو عذاب أليم ، قال هي راودتني عن نفسي " فهم قطفير أن يضرب يوسف بسيف ، فأنجاه الله منه ؛ وكان بالمجلس صغير ابن شهرين - وهو ابن داية زليخا - فتكلم بإذن الله وقال : لا تعجل يا قطفير ، أنا سمعت تخريق الثوب . قال الله تعالى : " وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين ، وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين " ثم لم ينطق الصبي بعد ذلك حتى بلغ حد النطق ، وهذا الصبي أحد من تكلم بالمهد . " فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم " ؛ وأقبل على يوسف وقال : " يوسف أعرض عن هذا " الحديث لا يسمعه أحد . وقال لزليخا : " واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين " .
وخرج قطفير من منزله ، وعادت زليخا لمراودته ؛ فامتنع عليها .
ذكر خبر النسوة اللاتي قطعن أيديهن
قال : وفشا في المدينة ، وشاع عند نساء الأكابر خبرها ، فعتبنها عليه ، وهو قوله تعالى : " وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حباً إنا لنراها في ضلال مبين " فلما بلغها ذلك من قولهن " أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأً " .
قال : استدعت امرأة الكاتب والوزير وصاحب الخراج وصاحب الديوان .
وقيل : إن النساء اللاتي تكلمن في أمر زليخا امرأة الساقي وامرأة الخباز وامرأة صاحب الديوان وامرأة صاحب السجن وامرأة الحاجب ؛ والله أعلم .
قيل : إنها أقدمت إليهن صواني الأترج وصحاف العسل : " وأتت كل واحدة منهن سكيناً " وزينت يوسف . وقالت : إنك عصيتني فيما مضى ، فإذا دعوتك الآن فاخرج . فأجابها إلى ذلك ؛ قال الله تعالى : " فلما سمعت بمكرهن أرسلت

الصفحة 120