كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 126 """"""
ذكر دخول إخوة يوسف - عليه السلام - في المرة الأولى
قال : وأقبل إخوة يوسف فدخلوا مصر ليلاً ، وأناخوا رواحلهم بباب قصر أخيهم ؛ فأشرف عليهم وقال : من أنتم ؟ قالوا : نحن أولاد يعقوب النبي ، قدمنا من أرض كنعان لنشتري القوت . فسكت ، وأمر بتزيين قصره ؛ وبات إخوته على الباب .
وأصبح يوسف فجلس على السرير ، وتتوج وتطوق وتمنطق ؛ ثم أمر بإخوته ؛ فدخلوا عليه - وهم عشرة ، وتأخر عنهم بنيامين عند أبيه - .
قال الله تعالى : " وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون " . فسلموا عليه ، وحيوه بتحية الملوك ؛ فرد عليهم وقال لهم : إنكم أولاد يعقوب النبي ، فكيف لي بصدقكم ؟ فقال له روبيل : نحن نأتيك بأخينا الذي عند أبينا يخبرك بمثل ما أخبرناك به .
فأمر بأخذ بضاعتهم ، وأن يكال لهم الطعام بقدر كفايتهم .
ثم قال لأعوانه : اجعلوا بضاعتهم في رحالهم . قال الله تعالى : " ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين ، فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون ، قالوا سنراود عنه أبانا وإنا لفاعلون ، وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون " .
فوضعت في رحل يهوذا ؛ ثم سار القوم حتى أتوا إلى أرض كنعان ، فدخلوا على أبيهم ؛ فسألهم عن حالهم وما كان من أمرهم ؛ وفتحوا رحالهم ، فوجدوا بضاعتهم ردت إليهم ؛ فدخلوا على أبيهم وقالوا : يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا .
فقال : إن هذا الطعام حرام عليكم إلا أن تؤدوا ثمنه .
فقالوا : كيف نرجع إليه وقد ضمنا له أن نأتيه بأخينا بنيامين ؟

الصفحة 126