كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 129 """"""
قال : فلما نظروا ذلك ضربوا بأيديهم على جباههم ، وقالوا : ثكلتك أمك فضحتنا يا بنيامين . قال : إني لم أفعل ذلك . قالوا : من وضعه في رحلك ؟ قال : الذي جعل البضاعة في رحالكم . فسكتوا ، ثم قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكاناً والله أعلم بما تصفون .
قال الثعلبي : واختلف العلماء في السرقة التي وصف بها يوسف ، فقال سعيد وقتادة : سرق يوسف صنماً لجده أبي أمه وكان من ذهب ، فكسره وألقاه في الطريق .
وقال ابن جريج : أمرته أمه - وكانت مسلمة - أن يسرق صنماً لخاله كان يعبده .
وقال مجاهد : جاء سائل يوماً ، فسرق يوسف بيضة من البيت .
وقال ابن عيينة : كان يخبأ الطعام من المائدة للفقراء .
وقال الضحاك وغيره : كان أول ما دخل على يوسف من البلاء أن عمته بنت إسحاق كانت أكبر ولد إسحاق ، وكانت لها منطقة إسحاق ، وكانوا يتوارثونها بالكبر ، وكانت راحيل أم يوسف قد ماتت ، فحضنته عمته وأحبته حباً شديداً فكانت لا تصبر عنه ؛ فلما ترعرع وبلغ سنيات وقع حبه في قلب يعقوب ؛ فأتاها وقال : يا أختاه سلمى إلي يوسف ، فوالله ما أصبر عنه ساعة واحدة . فقالت : ما أنا بتاركته .