كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 135 """"""
يدخلهما أحد إلا يلبي يقول : " لبيك يا مفضل إبراهيم بالنبوة لبيك " .
ولم يكن بأرض مصر أعمر منهما ، وسار يوسف في قومه سيرة الأنبياء حتى مات .
ذكر خبر وفاة يوسف - عليه السلام -
قال : ولما أدركته الوفاة أوصى إلى ابنه أفرايم أن يسوس قومه بالواجب وأن يكون معانداً لأهل مصر الذين يعبدون الأوثان ، ويجاهدهم في الله حق جهاده ؛ ثم توفي ، وكانت زليخا قد ماتت قبله ، وما تزوج بعدها .
قال الثعلبي : قال أهل التاريخ : عاش يوسف بعد يعقوب ثلاثاُ وعشرين سنة ، ومات وهو ابن مائة وعشرين سنة .
قالوا : ودفن في بلده فعمر الجانب الذي يليها وأخصب ، وقحط الجانب الآخر ، فشكا أهله إلى الملك ، فبعث أفرايم أن ينقله فيدفنه في الجانب الآخر وإن لم يفعل قاتله ؛ فدفنه هناك ، فخصب ذلك الجانب ، وقحط الآخر ، فكان يدفن سنة في هذا الجانب ، وسنة في الآخر ؛ ثم اجتمعت الآراء أن يدفن في وسط النهر ؛ ففعلوا ذلك ، فخصب الجانبان ببركته ، ولم يزل في نهر النيل حتى بعث الله موسى - عليه السلام - فأمره الله أن يحمل تابوت يوسف ؛ فأخرجه ونقله إلى بيت المقدس ، فدفنه هناك ، وموضع قبره معروف .
الباب الخامس من القسم الثاني من الفن الخامس في قصة أيوب - عليه السلام - وابتلائه وعافيته
عن وهب بن منبه أنه لم يكن بعد يوسف نبي إلا أيوب ، وهو أيوب بن أموص ابن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم .
وكان أموص كثير المال والماشية ، لم يكن في أرض الشام أغنى منه ؛ فلما مات صار ذلك جميعه لأيوب ؛ وكان أيوب يومئذ ابن ثلاثين سنة ، فأحب الزواج فخطب رحمة بنت أفرايم بن يوسف ؛ فتزوجها ، وكانت أشبه الخلق بيوسف وكانت كثيرة العبادة ، فرزقه الله منها اثني عشر بطناً ، في كل بطن ذكر وأنثى ؛ ثم بعثه الله تعالى