كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 14 """"""
وعن وهب بن منبه أن رأسه من الأرض الأولى ، وعنقه من الثانية ، وصدره من الثالثة ، ويديه من الرابعة ، وبطنه وظهره من الخامسة ، وفخذه ومذاكيره وعجزه من السادسة ، وساقيه وقدميه من السابعة .
وعن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن الله تعالى خلقه من الأقاليم السبعة .
وقيل : إن عز رائيل أخذ من تراب الأرض كلها أبيضها وأحمرها وأسودها وعذبها ومالحها ، فهو مخلووق من ذلك الترابز قال : ولما خلقه الله - عز وجل - صوصره على هذه الصورة الآدمية ، أمر الملائكة أن يحملوه ويضعوه على باب الجنة عند ممر الملائكة ، وكام جسداً لا روح فيه ، فكانت الملائكة يعجبون من خلقته وصورته ، لأنهم لم يكونوا رأوا مثله قط ، وكان إبليس يطيل النظر إليه ويقول : ما خلق الله تعالى هذا إلا لأمر ، وربما دخل فيه ، فإذا خرج قال : إنه خلق ضعيف ، خلق من طين أجوف ، والأجوف لا بد له من مطعم ومشرب .
ويقال : إنه قال للملائكة : ما تعملون إذا فضل هذا المخلوق عليكم ؟ فقالوا : نطيع أمر ربنا ولا نعصيه ، فقال إبليس : إن فضله علي لأعصينه ، وإن فضلني عليه لأهلكنه .
ذكر دخول الروح فيه
قال : ولما أراد الله تعالى نفخ الروح فيه أمر بروحه فغمست في جميع الأنوار وليست كأرواح الملائكة ولا غيرها من المخلوقات .
قال الله تعالى " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي " الآية .
وقال تعالى : " ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي " الآية .
قال : فأمرها الله تعالى أن تدخل في جسد آدم بالتأني دون استعجال فرأت مدخلاً ضيقاً حرجاً ، فقالت : يا رب ، كيف أدخل ؟ فنوديت " ادخلي كرهاً واخرجي

الصفحة 14