كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 153 """"""
مخالفون لي في الباطن ، فاسجدوا لي . فأبوا ذلك ، وكان فيهم جماعة من أولاد يوسف ويهوذا ، فقتلهم ، ثم قتل خلقاً كثيراً ، وتبعه الباقون وأسروا الإيمان ؛ ثم إن فرعون استعبد الناس ووضع عليهم الخراج الكثير ، وشق عليهم في الأعمال .
هذا ما حكاه الكسائي - رحمه الله - في خبر فرعون وابتداء أمره وسبب ملكه .
وحكى أبو إسحاق الثعلبي - رحمه الله - في كتابه المترجم بيواقيت البيان في قصص القرآن : أن فرعون موسى هو أبو العباس الوليد بن مصعب بن الريان ابن أراشة بن ثروان بن عمرو بن فاران بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام ، وكناه بهذه الكنية .
قال : وملك بعد أخيه قابوس بن مصعب ؛ وذلك أنه لما مات الريان بن الوليد فرعون يوسف - عليه السلام - وذكر أنه قد آمن بيوسف ومات قبل وفاة يوسف - عليه السلام - ملك بعده قابوس بن مصعب صاحب يوسف الثاني ؛ فدعاه يوسف إلى الإسلام ، فأبى ، وكان جباراً ، وقبض الله تعالى يوسف في ملكه ، وطالت أيام ملكه ، ثم هلك ؛ وقام بالملك بعده أخوه أبو العباس الوليد ابن مصعب ، ولم يذكر خلاف ذلك .
وقد قيل في اسمه ونسبه وسبب ملكه غير ذلك ، وسيرد - إن شاء الله تعالى - في أخبار ملوك مصر الفراعنة ما ستقف عليه هناك - إن شاء الله تعالى - والله أعلم .
ذكر خبر آسية ابنة مزاحم وزواج فرعون بها
قال : وكانت آسية بنة مزاحم من الصديقات ، وهي مختلف في نبوئتها ولا خلاف أنها صديقة ؛ وكانت بارعة الجمال ؛ فبلغ فرعون خبرها وجمالها ، فأرسل إلى أبيها مزاحم إن ابعث لي بآسية فإنها أمتي . فدخل على فرعون وقال : إن ابنتي صغيرة لا تصلح . فكذبه فرعون وقال : قد عرفت وقت ولادتها . فقال : أيها الملك ، فاجعل لها مهراً . فغضب فرعون وقال : احملها إلي ، فإن رضيتها أكرمتها ، وإلا رددتها إليك . فقال له عمران : أيها الملك لا تفضحني في ابنة أخي ، ولكن أكرمها بخلعة ومهر . فأجابه إلى ذلك ؛ فانصرف مزاحم وأخبر آسية بذلك وقال : إن امتنعت يكون ذلك هلاكي وهلاكك . قال فكيف تكون مؤمنة عند كافر ؟ فلم يزل بها حتى أجابت على كره منها ؛ وحمل إليها فرعون عشرة آلاف أوقية من الذهب ، ومثل ذلك